لمناسبة زيارة أساقفة باكستان التقليدية للأعتاب الرسولية واجتماعهم إلى البابا فرنسيس أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع رئيس مجلس أساقفة باكستان سلط خلالها الضوء على الأجواء العائلية التي طغت على هذا اللقاء. ووصف رئيس الأساقفة جوزيف أرشد المحادثات التي تمت بين الأساقفة والبابا بالودية للغاية، وقال إن الوفد الزائر تحدث مع فرنسيس كما يتحدث أفراد العائلة الواحدة مع بعضهم البعض مشيراً إلى أن النقاش تناول بنوع خاص الاتهامات الموجهة إلى المسيحيين بالتجديف، ناهيك عن الاضطهادات، مع تسليط الضوء على الإيمان العميق الذي يميّز المسيحيين في هذا البلد الآسيوي، حيث يشكل هؤلاء نسبة اثنين بالمائة من مجموع عدد السكان البالغ 185 مليون نسمة، غالبيتهم الساحقة مسلمون.
وفي معرض حديثه عن التمييز الاجتماعي الذي يتعرض له المواطنون الباكستانيون أشار المطران أرشد إلى أن هذه المشكلة تعني المسيحيين والمسلمين على حد سواء، لأن ثمة مواطنين ينتمون إلى الديانتين يذهبون ضحية التهميش ويتضح هذا الأمر من خلال الهوة الكبيرة القائمة بين الأغنياء والفقراء. وأكد أيضا أن اتهامات التجديف لا تقتصر على المسيحيين وحسب. ولم تخل كلماته من الإشارة إلى قضية المرأة المسيحية آسيا بيبي المتهمة بالإساءة إلى الإسلام والقابعة في السجن منذ ثلاثة آلاف يوم على الأقل. وأوضح سيادته في حديثه لموقع فاتيكان نيوز أن البابا فرنسيس يبدي اهتماماً بأوضاع المسيحيين في باكستان حيث سيُحيي المسيحيون بعد أيام قليلة الذكرى السنوية السابعة لاغتيال الوزير السابق لشؤون الأقليات شهباز بهاتي في العام 2011 على يد متشدد إسلامي.
تحصل هذه التطورات في وقت صدر فيه حكم عن المحكمة العليا الباكستانية يلزم جميع المواطنين بالإعلان عن انتمائهم الديني عند تقديمهم المستندات اللازمة لإصدار بطاقة الهوية. وقد سبب هذا الحكم موجة من الاحتجاج في أوساط المنظمات الحقوقية التي اعتبرت أن إجراء من هذا النوع قد يشرّع الباب أمام التمييز بحق الأقليات الدينية. وقد شاء رئيس الأساقفة أرشد أن يثني على الخطوات الإيجابية التي حققتها الحكومة الباكستانية فيما يتعلق بما يُعرف بقانون التجديف وأشار أيضا إلى التزام الكنيسة الباكستانية على صعيد الحوار ما بين الأديان لافتا إلى أن هذا الأمر بالغ الأهمية لأن من شأنه أن يوطد أواصر العلاقات مع القادة الدينيين المسلمين. وختم حديثه لموقعنا مؤكدا أن الأساقفة الباكستانيين يرغبون بأن يقوم البابا فرنسيس بزيارة إلى هذا البلد إذا ما سمحت الظروف بذلك.
إذاعة الفاتيكان