مَرَّ يَسوعُ في ٱلسَّبتِ مِن بَينِ ٱلزُّروع، فَأَخَذَ تَلاميذُهُ يَقلَعونَ ٱلسُّنبُلَ وَهُم سائِرون. *
فَقالَ لَهُ ٱلفِرّيسِيّون: «أُنظُر! لِماذا يَفعَلونَ في ٱلسَّبتِ ما لا يَحِلّ؟» *
فَقالَ لَهُم: «أَما قَرَأتُم قَطُّ ما فَعَلَ داوُد، حينَ ٱحتاجَ فَجاعَ هُوَ وَٱلَّذينَ مَعَهُ؟ *
كَيفَ دَخَلَ بَيتَ ٱللهِ عَلى عَهدِ عَظيمِ ٱلأَحبارِ أَبيَاتار، فَأَكَلَ ٱلخُبزَ ٱلمُقَدَّس، وَأَعطى مِنهُ لِلَّذينَ مَعَهُ، وَأَكَلُهُ لا يَحِلُّ إِلّا لِلكَهَنَة». *
وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلسَّبتَ جُعِلَ لِلإِنسان، وَما جُعِلَ ٱلإِنسانُ لِلسَّبت. *
فَٱبنُ ٱلإِنسانِ سَيِّدُ ٱلسَّبتِ أَيضًا». *
*
كما في اللغة العربية، كذلك في اللغة العبرية كلمة “السبت” (شَبَت) تعني الراحة. وقد قدّس الرب هذا اليوم لكي يدخل الإنسان في راحة الرب، كما يذكّرنا المزمور، بل لكي يرتاح في الرب الخالق-خطّيب النفوس. هو إذًا دعوة للحرية والمحبة، دعوة للتصوف بمعناه الاتحادي. المؤسف أن الإنسان غالبًا ما يستثقل حمل وقر الحرية الروحية ويفضل ثِقل القواعد التي يطبقها ويشعر بأنه بار بنظر نفسه. يفضل، إلى حد ما، وحشة كمالٍ فردي من خبرة الاتحاد مع الله الحي الذي يتطلب من الإنسان تجددًا مستمرًا. “ابن الإنسان هو رب السبت”. يذكرنا يسوع أن سبتنا وراحتنا هو الرب الذي يحملنا إلى راحته، راحة الاتحاد، لا الوحدة، راحة من يدعونا لحمل نير البنوة في وداعة وتواضع القلب.
زينيت