فتحت مجموعة من الراهبات الاكوادوريات المحصنات أبواب ديرهن على العالم الخارجي، للمرة الاولى منذ وصول رهبانيتهن الى البلاد قبل 150 عاما. العام 1864، طردت راهبات “الامهات الاوغسطينيات” من كولومبيا. وبعد ذلك، استقررن في وسط “كيتو”، حيث عشن منذ ذلك الحين حياة منعزلة. حاليا، تعيش سبع راهبات فقط- اثنتان منهن في الثمانينات- في الدير الذي تسوره جدران بيضاء سميكة، ولا يمكن دخوله الا عبر ابواب خشب ثقيلة. وبعد طول انتظار، قررت تلك الراهبات إعطاء الجمهور لمحة عن ديرهن، احتفاء بالذكرى الـ 150 لوصولهن إلى العاصمة الاكوادورية.
“انها المرة الاولى. وتعتقد الراهبات انها ستكون الاخيرة”، يقول خافيير سيفالوس الذي ينظم جولات داخل الدير. وحدها الراهبة الرئيسة على اتصال بالعالم الخارجي. ويجب الحصول على أمر من الأسقف لدخول الدير.
خلال نهاية اسبوع واحدة، تسجل أكثر من 1500 شخص في الجولات التي تمثل فرصة فريدة. الدير يشكل ملاذا هادئا في قلب “كيتو”، تلك المدينة الصاخبة البالغ عدد سكانها 2,6 مليونين. يتمتع بفناء واسع، وفيه جدارية تحكي قصة وصول الراهبات الى الاكوادور. وتقود ممرات طويلة، بأرضيات حجر ودرابزينات حديد بالية، إلى كراسي اعتراف مظلمة والى كنيسة. وتنتهي الجولة عند البرج القديم.
احد الزوار، آنجل غالارزا، اخذ زوجته وأولاده وأحفاده في الجولة. هذا الرجل المتقاعد البالغ 77 عاما يخبر عن “الامتياز” الذي أعطيه بالسماح له في الدير عندما كان مراهقا. “لا أحد امكنه التكلم معهن”، اي الراهبات، على ما يتذكر. ولم يكن يسمع اصواتهن الا عندما كن يرتلن في الكنيسة. “كنت استطيع رؤيتهن فقط عندما كن يأتين الى القداس”.
النهار