في زيارة أولى له للفاتيكان، شكر الرئيس الكوبي راوول كاسترو للبابا فرنسيس وساطته لاصلاح العلاقات بين واشنطن وهافانا وذلك خلال لقاء لهما استمر ساعة.
واضطلع الفاتيكان والبابا فرنسيس تحديداً بدور مهم في اعادة العلاقات الديبلوماسية بين كوبا والولايات المتحدة في كانون الاول 2014، بعد نحو 50 سنة من التوترات.
وعقب اللقاء ظهر الحبر الاعظم والرئيس الكوبي معاً قرابة دقيقة، ليتبادلا الابتسامات والاحاديث.
وصرح الناطق باسم الكرسي الرسولي فيديريكو لومباردي بان الرئيس الكوبي التقى البابا فرنسيس ساعة من الوقت و”شكره على وساطته بين كوبا والولايات المتحدة”. وأوضح ان هذا اللقاء “الودي” والطويل نسبياً كان فرصة للبحث في زيارة البابا لكوبا في أيلول المقبل قبل ان يتوجه الى الولايات المتحدة.
وتبادل كاسترو والبابا فرنسيس الهدايا، اذ قدم الحبر الاعظم الى الرئيس الكوبي ميدالية للقديس مارتين التوروزي، الضابط المعروف عنه في التاريخ المسيحي انه قسم معطفه نصفين ليعطي جزءاً منه لاحد المتسولين. وقال البابا: “علينا ان نلبس الفقراء ونرتقي بهم”. كذلك اهدى البابا الى الرئيس الكوبي نسخة من الارشاد الرسولي الخاص به “انجيل الفرح”.
أما كاسترو، فقدم للبابا لوحة للفنان الكوبي الكسيس ليفا مشادو مستوحاة من الهجرة غير الشرعية الى جزيرة لامبيدوزا. وتمثل اللوحة صليبا من السفن الغارقة في البحر.
ووصل البابا فرنسيس من مسكنه الساعة 07,20 بتوقيت غرينيتش لينتظر كاسترو في غرفة صغيرة مجاورة لقاعة بولس السادس حيث تعقد اللقاءات الكبيرة في الفاتيكان. وبعد عشر دقائق، وصل كاسترو، يرافقه وزير الخارجية برونو رودريغيز باريلا، في سيارة ترفع العلم الكوبي، فيما وقف العشرات من الحراس السويسريين امام المبنى.
وبعد اللقاء غادر راوول كاسترو الفاتيكان للقاء رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي في وسط روما.
وكان الزعيم الكوبي السابق فيديل كاسترو زار الفاتيكان عام 1996 للقاء البابا يوحنا بولس الثاني، ممهداً بذلك الطريق أمام زيارة البابا البولوني لكوبا بعد سنتين.
وتعتبر الوساطة بين كوبا والولايات المتحدة نجاحاً للديبلوماسية المتكتمة التي يعتمدها الفاتيكان. ومن شأن ذلك ان يترك أثراً كبيراً على أميركا اللاتينية، وغالبيتها من الكاثوليك والتي يتحدر منها البابا للمرة الاولى.
النهار