طالما وقفت حائراً أمام مشاهد العنف والقتل والدمار والقصف العشوائي والذبح باسم الدين وباسم الوطن.
طالما وقفت حائراً أمام الزلازل والأعاصير التي تحصد العشرات، بل الآلاف من أحبابك دون ذنب، وهم على صورتك وعنوان مجدك أنت المحبة الخالصة.
طالما وقفت حائراً أمام عشرات الآلاف من البشر دون قوت ولا معين، أمام الأطفال الأبرياء الذين يموتون جوعاً وأحياناً عطشاً بينما الآخرون يبذّرون تبذيرا.
طالما تساءلت كيف أنّ ذلك الأنسان التـّقي المؤمن الكريم الذي يصل الى آخرته منهكاً من عمل الخير ومن التضحيات في سبيل عبادك يمرض مرضاً عضالاً ويواجه سكرة الموت من دون أن يأتيه إلاّ بعد عناء طويل. كيف أنّ ذلك الانسان الكافر الغدّار المتكبّر الذي يجني ماله بالحرام ويصرفه بالحرام، يقتل ويسرق وينهب، يمضي حياته كلها دون مخافة الله، يموت ميتة هادئة مطمئنة دون مرض ودون عناء… وقفت حائراً كيف لا يحاسب في الدنيا ذاك المجرم بينما يتعذب المؤمن ألف مرة قبل أن تصعد روحه الى علوّك.
وقفت حائراً بين يديك يا ربي أتساءل: لقد إتخذتك منذ صغري صديقاً وخليلاً، ثقتي بك من دون حدود وإيماني بقدرتك وبعلمك من دون حدود. حبك للانسان من دون حدود، خلقته على صورتك حباً له وطلبت من الملائكة أن يسجدوا له – مع إن السجود لعظمتك فقط – تعظيماً لقدره، لذلك أكتب إليك رسالة مفتوحة هي لسان حال كل من يؤمن بكَ ويسلم أمره إليك.
لذلك كله أقف حائراً متسائلاً: لماذا؟ وكيف؟ وما العبرة من ذلك؟ وأين العدل في ذلك وأنت العادل والمنصف؟
تساءلت لأنني أنسان أنعمت عليه بالعقل والتفكير. معرفتي بالأشياء وبأسرار الكون ذات حدود وأنت علمك بها من دون حدود.
وقفت حائراً بين يديك يا ربي وتساءلت، وتساءل معي الكثيرون، إلاّ أن إيماني الكبير بك يجعلني انتظر يوم اللقاء بك وأنا على يقين أن أسئلتي سيكون لها الجواب الشافي وستجعلني أستكشف مغزى ما يقلقني… يومها سأسخر من نفسي بأنني طرحت عليك أسئلتي.
بسام طرباه
النهار