بعث البابا فرنسيس برسالة إلى المشاركين في المؤتمر الدولي الثالث للمنظمة المعروفة باسم “الأخلاقيات اللاهوتية الكاثوليكية في الكنيسة العالمية” والذي تستضيفه ساراييفو يومي الخميس والجمعة حول موضوع “مرحلة حساسة من أجل بناء الجسور: الأخلاقيات اللاهوتية الكاثوليكية اليوم”.
حيا البابا في الرسالة جميع المؤتمرين وقال إن اللقاء يُعقد في مدينة تحمل معان رمزية كبيرة نظرا لمسيرة المصالحة والسلام في أعقاب حرب حملت الكثير من الآلام لشعوب المنطقة. ولفت البابا إلى إن ساراييفو هي مدينة الجسور، كما أن المؤتمر الدولي يرمي إلى تعزيز أجواء من المقاسمة وإطلاق دروب جديدة من التقارب بين الشعوب والثقافات والديانات والتوجهات السياسية. بعدها لفت البابا إلى أن الأعمال تتناول مواضيع مرتبطة بالبيئة فضلا عن الهجرة واللجوء واعتبر أن المشاكل الكبيرة والمعقدة التي يشهدها عالمنا المعاصر تتطلب أشخاصا ومؤسسات يلعبون دورا ريادياً متجددا. وشدد على ضرورة ألا تقتصر المسألة على الخطابات الرنانة.
هذا ثم انتقل البابا إلى الحديث عن الأخلاقيات اللاهوتية وهي الموضوع المركزي لهذا المؤتمر، وقال إنها يمكن أن تقدم إسهامها على هذا الصعيد مشيدا بالجهود الرامية إلى إنشاء شبكة من أشخاص، يتوزعون على القارات الخمس، يتعمقون معا في المسائل الخلقية ويبحثون فيها عن موارد جديدة وناجعة. وأكد فرنسيس أن بناء هذه الشبكة يتطلب بناء الجسور، ومقاسمة المسيرة والإسراع في عملية التقارب، وهذا الأمر لا يعني تحقيق تجانس في وجهات النظر، بل البحث عن التقارب في النوايا في إطار الانفتاح على الحوار.
وتضمنت الرسالة نداء أطلقه البابا إلى المعنيين بمسألة الأخلاقيات اللاهوتية مشجعاً إياهم على العمل بشغف من أجل بناء هذه الشبكة وتحقيق الحوار. وذكّرهم بأنهم مدعوون إلى الدلالة على دروب يسير عليها الأشخاص ومرافقتهم في مسيرتهم وتضميد الجراح ومساعدة الضعفاء. وذكّر البابا في الختام بالمؤتمرين الدوليين السابقين اللذين عقدتهما هذه المنظمة في إيطاليا وبالتحديد عام 2006 في بادوفا وعام 2010 في ترنتو هذا فضلا عن المؤتمرات الإقليمية في مختلف القارات والتي تمخضت عنها وثائق ومنشورات هامة. وأمل فرنسيس في الختام أن تحمل هذه الجهود ثمارها بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية وقال إنه يمنح بركاته الرسولية لجميع المؤتمرين سائلا الكل أن يصلوا من أجله.
اذاعة الفاتيكان