بعث البابا فرنسيس برسالة إلى المشاركين في اللقاء الأوروبي الحادي والأربعين للشباب والذي تنظمه جماعة تيزيه المسكونية وسيبدأ أعماله يوم غد الجمعة في العاصمة الإسبانية مدريد على أن يُنهيها في الأول من كانون الثاني يناير المقبل، ويُعقد اللقاء حول موضوع “دعونا لا ننسى الضيافة”.
حملت الرسالة البابوية توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين ووُجهت إلى المشاركين في اللقاء الذي يمثل محطة جديدة في “حج الثقة على الأرض” الذي أطلقه الأخ روجيه في نهاية سبعينيات القرن الماضي. يقول المنظمون إن اللقاء سيشهد مشاركة أكثر من خمسة عشر ألف شاب وشابة توافدوا إلى العاصمة الإسبانية وحلوا ضيوفاً على أكثر من مائة وسبعين رعية، فضلا عن آلاف العائلات المدريدية.
كتب البابا في الرسالة أن هؤلاء الشبان والشابات توافدوا بكثرة آتين من كافة أنحاء أوروبا فضلا عن قارات أخرى كي يعيشوا في مدريد اللقاء الحادي والأربعين للشبيبة الأوروبية، تحييه جماعة تيزيه المسكونية. وتوقف فرنسيس عند موضوع اللقاء حاثا الجميع على عدم نسيان قيمة الضيافة وأشار إلى أن هذا الشعار سيقود التأملات والنقاشات وسينير صلوات المشاركين. وأكد البابا في هذا السياق قربه من الجميع بواسطة الصلاة، مذكرا بسينودس الأساقفة الذي عُقد في الفاتيكان في شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي وتمحور حول موضوع “الشباب، الإيمان وتمييز الدعوات”.
وشاء فرنسيس أن يؤكد للجميع أن الكنيسة تضع ثقتها في هؤلاء الشبان وتشكرهم على مشاركتهم في هذا التجمّع، كي يفتحوا باب قلبهم للرب وكلمته، كي ينمّوا ثقافة التلاقي من خلال استقبال بعضهم البعض في إطار الاحترام التام للاختلافات. وشدد البابا أيضا على ضرورة ألا يفقد هؤلاء الشبان والشابات طعم التلاقي والصداقة ومقاسمة الحلم والسير مع الآخرين. وأكد أن المسيحيين لا يخافون من الانفتاح على الآخر، وتقاسم فضاءاتهم الحيوية محولين إياها إلى فضاءات للأخوّة، كما جاء في رسالة البابا للأيام العالمية الثالثة والثلاثين للشبيبة.
ودعا البابا الجميع إلى ترك فسحة للرب في حياتهم، كي يكتشفوا إمكانية عيش ضيافة سخية، وفرصة الاغتناء من اختلافات الآخرين، كي تثمر مهاراتُهم ليصيروا بناة جسور بين الكنائس والديانات والشعوب. هذا وطلب البابا من الروح القدس أن يساعد الشبان البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس على النمو في الثقة بالله الذي يقبلهم ويحبهم وشجع الكل على قبول الاختلافات في إطار مسيرة الشركة.
وأكد فرنسيس في هذا السياق على ضرورة أن نتمتع كمسيحيين بالمحبة التي تدفعنا إلى محبة الله بكل قوتنا وإلى محبة الأشخاص الذين نتقاسم معهم حياتنا اليومية. وشدد أيضا على أهمية أن يستخدم هؤلاء الشبان والشابات الأوروبيون طاقاتهم ومواهبهم من أجل تحسين العالم وكي يتمكن كل شخص من إيجاد مكانته ضمن العائلة البشرية.
في ختام رسالته إلى المشاركين في اللقاء الأوروبي الحادي والأربعين للشباب قال البابا فرنسيس إنه يعوّل على الشبان والشابات وعلى حماستهم الساعين إلى مواجهة تحدي الضيافة، لاسيما من خلال الاقتراب من الإنسانية المجروحة ومن الأشخاص المهمشين والمقصيين خصوصا الصغار والفقراء. هذا ثم سأل البابا الله أن يبارك المشاركين في اللقاء ومنظميه وخص بالذكر أيضا العائلات التي وفّرت الضيافة للشبان الأوروبيين.
اذاعة الفاتيكان