بعث البابا فرنسيس برسالة إلى المشاركين في المؤتمر السنوي المائة والخامس والثلاثين لمنظمة فرسان كولومبوس المنعقد في سانت لويس بالولايات المتحدة الأمريكية. حملت الرسالة البابوية توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين وسلط فيها البابا الضوء على موضوع المؤتمر السنوي هذا العام ألا وهو “مقتنعون بمحبة الله وقوته”، الذي يدل على المصدر الخفي لحياة المسيحيين ورسالتهم. وأكد البابا أن هذه القناعة بمحبة الله المخلصة والتي تجلّت من خلال موت ابنه وقيامته من بين الأموات وانسكبت في قلوبنا بواسطة الروح القدس تدفعنا إلى مقاسمة بشرى الخلاص السارة مع كل رجل وامرأة.
ولفت البابا فرنسيس إلى أن اختبار محبة الله وقوته الذي عاش في قلب الكنيسة أدى إلى تأسيس منظمة فرسان كولومبوس كاتحاد بين الكاثوليك العلمانيين من عمال وأزواج وآباء في إطار المحبة والأخوة. وسلطت الرسالة الضوء على الحرب العالمية الجديدة التي تُخاض في يومنا هذا بشكل مجزأ، هذا فضلا عن العطش إلى القوة والتسلط في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وهذا ما يؤدي إلى كم هائل من العنف والظلم والمعاناة وسط العائلة البشرية. وذكّر الكاردينال بارولين في الرسالة بأن البابا فرنسيس طلب من المسيحيين أينما وُجدوا أن ينبذوا هذه الذهنية ويتصدوا لانتشار ظاهرة تنامي ثقافة اللامبالاة التي تؤدي إلى إقصاء الأخوة والأخوات الأقل حظا.
هذا ثم عبّر البابا فرنسيس عن تقديره للجهود الحثيثة التي تبذلها منظمة فرسان كولومبوس من أجل الدفاع عن قدسية الزواج وعن كرامة وجمال الحياة العائلية. هذا وكان البابا قد سلط الضوء على المخاوف التي عبّر عنها سينودس الأساقفة في العام 2015 وذلك من خلال الإرشاد الرسولي “فرح المحبة” وربط الحياة العائلية السليمة بصحة المجتمع ككل، وشدد في هذا السياق على أهمية رسالة التربية التي ينبغي أن يقوم بها الوالدون المسيحيون. واعتبر البابا أنه ضمن الحياة العائلية يمكن أن نرى أن العالم هو بيتنا، وإننا مدعوون للتعايش فيه وتعلّم كيفية الاقتراب من الآخرين والاعتناء بهم واحترامهم.
ولم تخلُ رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في المؤتمر السنوي لمنظمة فرسان كولومبوس من التعبير عن تقديره وامتنانه الكبيرين لما تقوم به هذه الهيئة الكاثوليكية لصالح الجماعات المسيحية المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط حيث يشهد المسيحيون بأمانة للرب وذلك على الرغم من الثمن الكبير الذي يدفعونه أحيانا. وكتب الكاردينال بارولين في الرسالة إنه لا أحد يستطيع أن يقف كالأعمى إزاء معاناة وآلام الأشخاص الذين شرّدهم العنف بين الأخوة والتعصب الديني، أو أجبراهم على النزوح عن أوطانهم. واعتبر أن صندوق مساعدة النازحين الذي شاءته منظمة فرسان كولومبوس يشكل علامة بليغة على التزام الهيئة لصالح التضامن والشركة مع باقي المسيحيين. وسأل البابا في الختام أعضاء “فرسان كولومبوس” وعائلاتهم أن يصلوا على نية الأشخاص المحتاجين وعلى نية ارتداد القلوب ومن أجل وضع حد لدوامة العنف والحقد والظلم في منطقة الشرق الأوسط.
إذاعة الفاتيكان