بعث البابا فرنسيس برسالة إلى المشاركين في المنتدى العالمي حول الهجرات والتنمية الذي انعقد في دكا عاصمة بنغلادش من العاشر وحتى الثاني عشر من الشهر الجاري. حملت الرسالة توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين وشجع من خلالها البابا الحكومات والسلطات السياسية الإقليمية على مواجهة الأزمة الناتجة عن ظاهرة التهجير، مذكرا في الوقت نفسه بأن ظاهرتي الهجرة والتنمية مرتبطتان بالقضايا المتعلقة بالفقر والحروب والاتجار بالكائنات البشرية، وهذا الأمر يتطلب تحقيق تنمية بيئية وبشرية مستدامة.
وقد مثّل الكرسي الرسولي في هذا اللقاء نائب أمين سر المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين الكاهن غابريلي بينتوليو الذي قرأ على المؤتمرين رسالة البابا باللغة الإنجليزية. لم تخلُ رسالة فرنسيس من الإشارة إلى الرسالة العامة “كن مسبحا” ولفت إلى ضرورة قيام قيادة عالمية تكون قادرة على إدارة النظام الاقتصادي الدولي، هذا فضلا عن أهمية نزع السلاح، وضمان الأمن الغذائي وتحقيق السلام وحماية البيئة وتنظيم ظاهرة الهجرات.
وتخللت الأعمال مداخلة للمسؤول الفاتيكاني الذي أكد أن ظاهرة الهجرة باتت اليوم واقعا آخذا بالنمو في عالمنا المعاصر، مذكرا بأن الكرسي الرسولي يبحث عن معالجة هذه المشاكل من خلال منظار حماية كرامة الكائن البشري وتعزيز التضامن وتشجيع المجتمع المدني والحكومات على أخذ هذه الإستراتيجية في عين الاعتبار. وأشار إلى الأهمية التي يوليها الكرسي الرسولي بحقوق وواجبات المهاجرين بغض النظر عن أوضاعهم القانونية مسلطا الضوء في الآن معا على الإسهام الذي يمكن أن يقدمه المهاجرون لصالح النمو، وخصوصا من أجل بلوغ الأهداف الإنمائية للعام 2030.
بعدها توقف بينتوليو عند المعركة التي تقوم بها الكنيسة الكاثوليكية ضد الأنماط الصورية والأحكام المسبقة، وهي تحث الجميع على تبني مقاربة واقعية تحترم الكل وتتنبه لحقوق الإنسان الأساسية وهذا الأمر يشكل الخطوة الأولى باتجاه سياسة الاندماج. وأكد المسؤول الفاتيكاني أن مسألة الهجرة لا تقتصر على الإحصاءات والأرقام، إذ إن المهاجرين أشخاص واقعيون، وكائنات بشرية، وليسوا أفكارا مجردة وهم بالتالي يستأهلون الحماية والاحترام. وذكّر بضرورة أن يقوم المهاجرون بواجباتهم بمسؤولية تجاه المجتمعات التي تستضيفهم.
وختم نائب أمين سر المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين مداخلته في المنتدى العالمي حول الهجرات والتنمية مؤكدا أن الهجرة مشكلة تتطلب العلاج من جذورها ولهذا السبب بالذات، تابع يقول، ما فتئ البابا فرنسيس ومنذ بداية حبريته يحث الجميع على تبني حلول مستدامة مع العلم أن الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان والفساد والفقر وانعدام المساواة والكوارث البيئية كلها عوامل تساهم في تفاقم ظاهرة الهجرات. كما لا يسعنا أن ننسى أن أول من يعانون من تبعات هذه الظاهرة هم الأشخاص الأكثر هشاشة لاسيما النساء والأطفال.
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :رسالة البابا فرنسيس إلى المنتدى العالمي حول الهجرات والتنمية في دكا