تحت عنوان “أن نسير معا إلى السلام”، وجه بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو رسالته لعيد القيامة 2016 استهلها بالقول: “أجواؤنا مشحونة، وبلدنا مُجزأ، وبعضه لا يزال تنظيم الدولة الإسلاميّة يحتله، والمؤسف أيضًا أن كلَّ تحالف منقسم على نفسه بسبب صراع المصالح وطموح الزعامة، فغاب “الوطن فوق الجميع” و “كرامة الإنسان في المقدمة”. وأود أن أذكر هنا بقول المسيح ” كُلُّ مَملَكةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدينةٍ أَو بَيتٍ يَنقَسِمُ على نَفْسِه لا يَثبُت” (متى 12/25). ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية الكلدانية، أضاف غبطته “صراحة واقع محزن ومؤلم ومحبط، لكنه لا يزال هناك أمل. نحتاج إلى خطوات عمليّة للخروج من هذا الوضع القاسي ومنع من أن تؤدي هذه الصراعات إلى مزيد من الفرقة والاقتتال والموتى والتهجير والخراب والضغوطات النفسية والقلق والخوف. لننظر نحن المؤمنين مسيحيين ومسلمين وصابئة وايزيديين، نظرة إيمانية هادفة إلى مأساتنا ولنستفد منها في جعلها فرصة خصبة وقوة دافعة لاستعادة الثقة والتسامح والتلاقي عبر الحوار الجاد والمصارحة من اجل تحقيق المصالحة الوطنية والوحدة والشراكة والسلام، وتفويت الفرصة أمام من يَسعون لاستثمار مشاكلنا لمصالحهم (قوى داخلية وخارجية)!”
وقال البطريرك ساكو في رسالته لعيد القيامة: “لنُبرهن أننا قادرون على الانفتاح على بعضنا البعض، والتعايش مع الاختلاف في الآراء، ولنتسارع كفريق واحد رجالاً ونساءً لفعل شيء من أجل خلاص بلدنا وأنفسنا! فالسياسة ليست لعبة مصالح، بل إحساس بالمسؤوليّة وفكر وثقافة ومواقف شجاعة لتنفيذ ما يتطلع إليه شعبنا من إصلاحات. نحن المسيحيين في هذه الأيام الصعبة، بالأمس ختمنا الصوم الأربعيني وبدأنا الأسبوع المقدّس للاحتفال بعيد الفصح ـ القيامة (الأحد 27 آذار) أجمل أعيادنا وأكثرها بهجة ورجاء، ولكيلا نبقى ننظر إلى جراحاتنا الظاهرة، ونفقد الرجاء المسيحي لهذا الألم ـ الصليب، أدعوكم إلى الحكمة والتروي والبقاء معًا متحدين على الأرض التي ولدنا فيها وعشنا عليها مع أخوتنا الآخرين نحو 1400 سنة وبنينا معًا حضارة مشتركة. وحذار من التخبّط وفسح المجال أمام أشخاص وجمعيات ودول ليستغلوا معاناتنا لمصالحهم ويشتتوننا في أربع أقطار المعمورة (50 هنا و100 هناك). أدعوكم لتكونوا قامة إنسانية ومسيحية ووطنية كما يريد المسيح، ونموذجًا معتدلاً ومُحبًّا، حاضرًا وفاعلاً، نموذج “نور ورجاء” في الولاء للوطن “بيتنا” وللعراقيين “أهلنا”، والتواصل مع الجميع والتكامل والتعاون في بناء حاضرنا المناسب ومستقبلنا وعندها حضورنا لن يكون مهددًا!”
ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية الكلدانية، ختم البطريرك مار لويس روفائيل ساكو رسالته لعيد القيامة قائلاً: “أود أن اختم بهذه العبارة من العهد الجديد في مواجهة معاناتنا والتمسك بالثبات في إيماننا ومحبتنا ورجائنا ورسالتنا شهادة للمسيح رسول السلام ” كونوا في الرَّجاء فَرِحين وفي الشِّدَّةِ صابِرين وعلى الصَّلاةِ مُواظِبين. واغلِبوا الشَّرَّ بِالخير (رومية 12/10 و21). عيد مبارك وقيامة حقيقية لكل واحد منا ولعائلاتنا وعودة سريعا المهجرين إلى بيوتهم، وسلام لكنائسنا ولبلدنا والعالم”.
إذاعة الفاتيكان