النساك والناسكات،
الرهبان والراهبات،
أعضاء حمعيات الحياة الرسولية الأعزاء،
أراد قداسة البابا فرنسيس أن تكون سنة 2015 – من 29 تشرين الثاني 2014 وحتى 2 شباط 2016 – سنة للحياة المكرسة بجميع أشكالها، التأمليّة والرسولية والإرساليّة.
1. شكر: نودّ، كرؤساء للكنائس في الأرض المقدسة، أن نعبر لكم أولاً عن شكرنا وامتنانا…
– من أجل الصلاة المستمرة التي يرفعها 274 راهب وراهبة تأمليين، موزعين على 27 ديراً، من أجل تقديس الكنيسة والحاجات الروحية لكهنتنا ورعايانا ومؤمنينا؛
– من أجل الغيرة الرعوية والتربوية والخيرية التي يظهرها 1594 مكرساً ومكرسة في عملهم من أجل بناء الكنيسة وتنشئة المؤمنين؛
– من أجل أمانتكم لكنيسة الأرض المقدسة، فهي ثمرة محبتكم لها، هذه المحبة الأمينة دائماً، بفضل حضور الروح القدس الذي يدفعكم دائماً إلى العثور على أشكال جديدة لهذا الحضور، ولكي يغدو هذا الفرح الذي يسكن فيكم فرحاً أيضاً لإخوتكم وأخواتكم جميعاً.
نعم، فمنذ القرون الأولى للمسيحية، “تمتاز أبرشيتنا في الأرض المقدسة بوفرة الجمعيات الرهبانية، الرجالية والنسائية، الموجودة فيها. منها ما جاء منذ قرون… ومنها ما تزامن مجيئها مع تأسيس الأبرشيات الكاثوليكية المختلفة بدعوة من أساقفة كنيسة الأرض المقدسة…” (السينودس الأبرشي للكنائس الكاثوليكية، المخطط الرعوي العام، ص76).
شكراً، لأجل صلواتكم! شكراً، لأجل خدمتكم! وشكراً، لأجل حسّ الإنتماء لديكم!
2. الأهداف: ستبدأ سنة الحياة المكرسة في 30 تشرين الثاني 2014. وليست صدفةً أنّ التقويم الليتورجي المتبع في كنائسنا المختلفة يدخلنا هو أيضاً في قلب الأهداف الثلاث التي حددها البابا فرنسيس. فقد طلب الأب الأقدس…
– أن تتذكروا الماضي القريب وترفعوا الشكر إلى الله من أجله. إذ ستحتفل الكنيستان المارونية والسريانية الكاثوليكية قبل أسبوعين من عيد الميلاد، بأحد الفرح والشكر اللذين ترنمت بهما مريم العذراء لدى زيارتها لنسيبتها أليصابات. تعظم نفسي الربّ، وتبتهج روحي بالله مخلصي… لأن القدير صنع بي العظائم (لو 1: 46. 49).
– أن تعانقوا المستقبل بمشاعر الرجاء. ذلك أن يوم 30 تشرين الثاني يصادف يوم الأحد الأول من زمن المجيء. وتدعوكم الكنيسة اللاتينية بهذه المناسبة أن تكونوا مستعدين دائماً للإنفتاح بثقة والسير بفرح نحو الآفاق التي يفتحها الله أمامكم، كي تعملوا معه على بناء أرض جديدة. أعلنوا لجميع الأمم: هوذا ربنا آتٍ، سيأتي ليخلصنا! ويكون في ذلك اليومٍ نورٌ عظيم (عن أنتيفونات صلاة الغروب الأولى للأسبوع الأول من زمن المجيء).
– أن تعيشوا الحاضر بشغف مقتفين آثار مؤسسيكم لإيقاظ العالم وجعله أكثر انسانية. في هذا الأحد 30 تشرين الثاني، تحتفل كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك بأحد وصيّة المحبة والأُخُوّة. أعطيكم وصيّة جديدة أحبّوا بعضكم بعضاً. كما أحببتكم، أحبّوا أنتم أيضاً بعضكم بعضاً (يوحنا 13: 34). رجاؤنا هو أن تمنح الشهادة التي تعطونها من خلال محبتكم الحقيقية وعلاقاتكم الأخوية الصادقة، الدفء لشرقنا الأوسط الذي تتخبطه رياح الموت والكراهية الباردة. يتطلب الحب منكم أن تُشَرِّعوا أبواب قلوبكم وبيوتكم، وأن تنطلقوا لملاقاة أخيكم المتعب والمُحبَط.
نريد أن نُذَكِّرَكُم أيضاً بأن الحياة المكرّسة، حياة كل واحد وكل واحدة منكم في قلب كنيسة الأرض المقدسة، هي عنصر جوهري في رسالتها؛ ذلك أنها توضّح أعمق ما في الدعوة المسيحية (راجع وثيقة الحياة المكرسة، فقرة رقم 3): أي الإستجابة بفرح لدعوة الله.
3. أن يكون الشخص مكرساً أو مكرسة. إن سنة الحياة المكرسة هي فرصة مؤاتية لأجل العودة إلى “المخطط الرعوي العام”، الذي هو ثمرة السينودس الأبرشي للكنائس الكاثوليكية الذي صادق عليه مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية، وتمّ نشره خلال اليوبيل الكبير عام 2000. كثيرون منكم ساهموا في العمل على الوثيقة التي جائت تحت عنوان “مكانة الرهبان والراهبات في الحياة الرعوية في أبرشياتنا”.
نسألكم أن تأخذوا من جديد هذه الوثيقة، وأن تقرأوها بتمعّن شديد. أتركوا الروحَ القدس يقودكم، فهو الذي يُذَكِّرُكُم بالنواحي الأساسيّة لحضوركم وسط أبرشياتنا، وهي:
– تغذية هويتكم الرهبانية؛
– أن تكونوا شهوداً من خلال حياتكم؛
– أن تجعلوا من حياتكم علامة على التكريس المطلق لله.
كُلُّكم معاً تشكلون غنى عظيماً، ولديكم امكانيات كبيرة لإعطاء الشهادة وتقديم الخدمة للكنيسة والمجتمع. ولكي تُتِموا على أفضل وجه هذه الشهادة وهذه الخدمة، عليكم أن تعلموا بأنكم كنيسة، قبل أن تكونوا مؤسسة، وأنكم تُشَكِّلون جسداً واحداً، ولكم ايمان واحد كما أنكم تحملون المسؤوليات ذاتها.
بإمكان السينودس الأبرشي أن يعطي للمكرسين، من النساء والرجال، فرصة لمراجعة الدوافع التي جعلت المؤسسة التي ينتمون إليها تفتح بيتاً لها في الأرض المقدسة، وأن تسألوا أنفسكم عن قيمة حضوركم هذا اليوم وهنا، بهدف أن نرسم معاً أشكال حضورٍ جذّابٍ وذا طبيعة إرسالية. ليست أبرشياتنا في حاجة إلى أديرة فارغة ومغلقة، بل إلى جماعات حياة مكرسة حيّة وحيويّة.
4. خطة العمل: نحن رؤساء الكنائس الكاثوليكية، قد أصغينا أثناء اجتماعنا العادي الذي عقد بين 16 و17 من شهر أيلول الماضي، بكل عناية إلى غنى الأفكار التي تقدم بها اتحاد راهبات الأرض المقدسة (USRTS) ولجنة الرهبان في الأرض المقدسة (CRTS)، بخصوص سنة الحياة المكرسة. وإذ نقدم تشجيعنا للمبادرات الفردية والجماعية التي يتم تنظيمها بالتنسيق بين الرهبانيات، فإننا نقرر ونشجع ونحث على ما يلي:
القرارات
29-30 تشرين الثاني 2014: افتتاح سنة الحياة المكرسة: يقع على عاتق اتحاد الراهبات ولجنة الرهبان في الأرض المقدسة تنظيم احتفال رسمي مشترك سيقام في الناصرة وبيت لحم وعمّان وقبرص.
2 شباط 2014: احتفال افخارستي يشمل مختلف الطقوس:
– القدس: في كنيسة البطريركية اللاتينية (الكوكاتدرائية)
– عمّان: في كاتدرائية الروم الملكيين الكاثوليك
– الناصرة: في كنيسة يسوع الشاب التابعة للآباء الساليزيان
– نيقوسيا: في الكاتدرائية المارونيّة
25 آذار 2015: عيد البشارة
الإحتفال بذكرى النذور الرهبانية وفعل التكريس لمريم العذراء
– الناصرة: كنيسة البشارة
– عمّان: كنيسة البشارة في جبل اللويبدة
– لارنكا: كنيسة سيّدة النِّعَم
7–10 نيسان 2015: دورة تنشئة دائمة لجميع المكرسين، ستقوم بتنظيمها حراسة الأراضي المقدسة بالتعاون مع المعهد البيبلي الفرنسيسكاني. وسيترأس الدورة رئيس الأساقفة خوسي رودريغز كاربالو، رئيس مجمع الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسوليّة.
21 تشرين الثاني 2015: يوم الحياة التأملية
احتفال جماعي يضم سائر الرهبان والراهبات التأمليين.
2 شباط 2016: اختتام سنة الحياة المكرّسة: يقع على عاتق اتحاد الراهبات ولجنة الرهبان في الأرض المقدسة تنظيم ندوة حول الحياة المكرسة في الأرض المقدسة.
تشجيع
نشجع الرهبان والراهبات في الأرض المقدسة على المشاركة في المبادرات الصادرة عن الكنيسة الجامعة
* 22 – 24 كانون الثاني 2015 في روما: مؤتمر مسكوني مع مكرسين ومكرسات ينتمون لمختلف للكنائس؛
* 8 – 11 نيسان 2015 في روما: مؤتمر للمُنَشِّئين حول روحانية الشركة؛
* 28 كانون الثاني – 1 شباط 2016 في روما: ندوة لاهوتيّة حول الحياة المكرّسة.
نرغب أيضاً بأن يكون الرهبان والراهبات مستعدين للتعاون مع المبادرات التي تصدر عن الكنيسة المحلية، مثل…
* اظهار الإستعداد لتنشيط الرياضات الروحية في الرعايا، (و) بالتعاون مع كهنة الرعايا؛
* تعيين أشخاص مكرسين قادرين على التحدث مع الطلاب الإكليريكيين عن الحياة المكرسة؛
* التعاون مع الكادر الأبرشي في تنشيط الأيام المخصّصة للدعوات، وزيارة المدارس معاً؛
* تنظيم لقاءات مع الشبيبة للإحتفال بتذكار أحد الرهبان أو احدى الراهبات المشهورين، ولإعطاء شهادة حياة وتسبيح الله وشكره.
نحثكم على:
– انهاء القداس الإلهي يوم الأحد بصلاة من أجل الدعوات للحياة المكرسة سيقوم بإعدادها اتحاد الراهبات ولجنة الرهبان في الأرض المقدسة.
– انهاء صلاة الغروب اليومية بصلاة من اجل جميع المكرسين والمكرسات وجميع الشباب الذين يتقربون منكم.
– أن تختار كل جماعة رهبانية يوماً من أيام الأسبوع، تقيم خلالها ساعة سجود للقربان الأقدس وفقاً لخطة أو برنامج يتم توزيعه. من المناسب أن يتم أيضاً توزيع هذه الخطة أو هذا البرنامج على الرعايا والحركات التي تلتقي في العادة بصورة منتظمة للسجود للقربان الأقدس، كما في أول جمعة من الشهر.
– من المحبذ لو استفاد كل مكرس أو مكرسة أو جمعية من هذه المناسبات للعمل من أجل ثقافة الشركة. “يجب أن نتعاون من أجل مستقبل الأرض المقدسة، مستقبل ايمان ومحبة ونعمة. يجب أن نُحضّر معاً مستقبلاً إنسانياً وروحياً لهذه الأرض. وعلينا مسئولية تجاه أبناء هذه الأرض وسكانها” (المخطط الرعوي العام، ص81).
ما نقترحه عليكم ليس سوى القليل. ومن المؤكد بأن لديكم روحاً خلاقةً ستساعدكم على ابتكار مبادرات أخرى لعيش سنة الحياة المكرسة في الجماعة، في قلب مؤسستكم، في شركة مع الكنيسة المحليّة والكنيسة الجامعة. سيسرنا أن نطلع على المبادرات التي ستتخذونها أثناء هذه المسيرة، كدورات التنشئة وأوقات الترفيه والفرح. تحتوي المشاركة معكم على غنى روحي وأخوي لنا، ولكهنتنا ولمؤمنينا. نشجعكم على فتح نافذة لكم على المواقع الكاثوليكية الموجودة أصلاً، كأداة للإستعلام والتنشئة لجميع الذين يزورونها.
أمّا نحن، رؤساءَ كنائسكم، فإننا نتمنى أن يكون هذا الزمن سنة نعمة لكم وللكنيسة في الأرض المقدسة. ولتكن بركتنا التي نمنحكم إياها ضماناً لمشاعر الشكر والإمتنان والتقدير التي نخصكم بها لما تمثلونه بالنسبة لأبرشياتنا.
فلترافقكم صلوات وأدعية الطوباويتين مريم ليسوع المصلوب، الكرمليّة، وماري ألفونسين، من راهبات الوردية، وخادم الله سمعان السروجي، من الرهبنة السالسيّة.
عن أبونا