وجّه البابا فرنسيس إلى طلّاب جامعة الأنطونية- بعبدا، ومن خلالهم إلى شباب كلّ لبنان، أثناء احتفال تخرّجهم، رسالة نقل في سطورها- بعد النّشيد الوطنيّ اللّبنانيّ- أمین سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بییترو بارولین ما يلي: ” يسرّ قداسة البابا فرنسيس أن يشارككم فرحتكم في مناسبة حفل تخريج طلبة الجامعة الأنطونيّة للعام 2022. وفي ظلّ الظّروف الصّعبة الّتي يعيشها بلدكم لبنان، يدعو قداسته الشّباب الكثريين ألّا يفقدوا الأمل في مستقبل أفضل، مهما صعبت الأحوال، وأظلمت الآفاق. أنتم برجائكم وبشجاعتكم ستبنون بلدكم من جديد، وتعيدون إليه كامل كرامته، ومعناه الفريد بين بلدان الشّرق الأوسط. كونوا أقوياء. واعلموا أنّ الله قريب منكم، ويسير إلى جانبكم. آمنوا بحضوره بينكم، وبأمانته لكم وللبنان. ومثل الأرز، الّذي لا تقهره العواصف، يسألكم أن ترفعوا نظركم إلى العلى لتروا نور الله ونور الأمل في ظلام اللّيل، وتثابروا بإيمان ومحبّة من أجل بناء بلدكم من جديد، لأنّكم أنتم المستقبل، وأنتم صانعوه. أنتهز هذه الفرصة لأقدّم لكم التّهاني القلبيّة، طالبًا من الربّ يسوع أن يأخذ بيدكم ويؤيّدكم لكلّ ما هو خير وسلام وفرح”.
الإحتفال الّذي أقيم في حرم الجامعة في بعبدا، حضره رئيس الجامعة الأب ميشال جلخ، والسّفير الباباويّ المونسنيور جوزيف سبيتيري، وراعي الجامعة الأنطونيَّة الأباتي مارون أبو جودة، ومدبّري الرّهبنة الأنطونيّة والرّاهبات، وفعاليّات عديدة، تخلّلته كذلك تهنئة من سبيتيري الّذي قال بحسب “الوكالة الوطنيّة للإعلام”: “لقد سمعنا للتّوّ الرّسالة الّتي أرسلها لكم الأب الأقدس البابا فرنسيس مع بركاته، مشيرًا إلى أنّ “البابا فرنسيس يولي أهمّيّة كبيرة لطلّاب الجامعة الأنطونيّة، ولكلّ الشّباب، قائلاً: “إنّ قداسته يؤمن بكم وبرغبتكم في تغيير المجتمع، بهدف جعل العالم مكانًا أفضل، وهو يعتمد على إرادتكم في تجنّب الظّلم والفساد، ودعم التّعايش الاجتماعيّ، والدّفاع عن كرامة وحقوق كلّ إنسان، وحماية الطّبيعة”.
وأضاف: “كذلك يدرك البابا فرنسيس أنّ لطلّاب الجامعة والشّباب هنا في لبنان، لهم كلّ الحقّ في أن يكونوا حزينين وقلقين وحتّى غاضبين بسبب ما يحدث في وطنهم الحبيب”، مشيرًا إلى أنّه “يعي تمامًا مشاكلكم ويطالب بتغيير جذريّ في قلب كلّ من يسبّبونها.
علينا أن نتذكّر أنّ الغضب والحزن، في حدّ ذاتهما، لا طائل منهما، ولكن يمكننا توجيههما لمساعدتنا في تحقيق أهداف إيجابيّة، لذلك لا تخافوا من التّحدّيات الّتي تنتظركم”.
بدوره ألقى جلخ كلمة هنّأ فيها الطّلّاب “الشّامخين” كالأرز، متوجّهًا إيّاهم بوصيّة قائلاً: “ثقوا أنَّكم أبطال، وأنَّ إصرارَكم وعزيمتَكم هما ذخيرةُ هذا البلد. ونحن واثقون أنَّ من قاوم الأعاصير الّتي ضربت مجتمعنا في الأعوام الثّلاثة الماضية قادر على اجتراح الحلول المبتكرة والمستدامة لمشكلات مجتمعه. ثقوا أيضًا أنّ الجامعةَ ستبقى بيتَكم، فلا تتردَّدوا في طلب المساعدة أو النُّصح. وابقَوا على تواصل مع وحدات الإدماج الوظيفيِّ والقدامى والتّدريب المستمرّ كي تعطُوا أنفسكم أكبر قدر ممكن من الفرص”.