بهدف احياء الذاكرة التاريخيّة لموقع كنيسة مارت شمونة – حدشيت والمحافظة على الرسوم والكتابات المتبقّية في دير الصليب – وادي حولات، وهو المكان الأغنى تراثياً وتاريخياً في الوادي المقدّس، أعادت الجمعية اللبنانية للبحوث الجوفية صور الرسوم الجداريّة، التي دمّرت سابقاً، الى الكنيسة عبر عرضها ضمن كتاب كبير، وليس تعليقها على جدران الكنيسة التي تم تجهيزها بأنظمة إنارة بيئيّة، من شركة Me Green التي قدّمت نظام الطاقة الشمسيّة لتوليد الكهرباء لإنارة كتاب الرسوم والكنيسة، بعد موافقة مديريّة الآثار اللبنانية على هذا النظام.
يقول رئيس الجمعية فادي بارودي ان من ضمن اهتمامات الجمعية، “احتلت كنيسة مارت شمونة، مكانة خاصة لدينا، واهتممت في إعادة صور الرسوم الجداريّة فيها التي دُمّرت خلال ثمانينات القرن الماضي”.
بارودي بدأ أولاً بقراءة المقالة التي صدرت السنة 1982 بقلم الباحثة اريكا دود، ثم كتابها الشهير الذي طُبع السنة 2004 بعنوان Medieval painting in the Lebanon. الذي تضمّن صوراً للرسوم التي كانت تزيّن جدران كنيسة مارت شمونة، والمصّور هو الدكتور رئيف ناصيف، العميد السابق في كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، والذي رافق دود أثناء تجوالها. فاتصلت به وأطلعته على المشروع، فوافق على تزويدي الصور المتعلّقة بالكنيسة. كما لقيت تجاوباً على تنفيذ المشروع من مركز فينيكس للدراسات اللبنانيّة التابع لجامعة الروح القدس-الكسليك، ورئيس بلدية حدشيت، والأب طوني الآغا”. فحوّلت الصور رقمية في أحدث مختبر متخصّص في هذا المجال.
المشروع أُنجِز على مرحلتين: في 2-8-2013، تم وضع كتاب ضخم، فيه صور الرسوم داخل كنيسة مار رومانوس في قلب حدشيت؛ ثم َّ في 4-10-2014، تمَّ وضع كتاب ثانٍ داخل كنيسة مارت شمونة في وادي حولات بعد جهد مضنٍ.
لكن ما هي هذه الرسوم الجداريّة؟ وما مدى أهميتها التراثية والدينية؟
في مؤتمر للفن المقدّس عُقِد في جامعة فيكتوريا في فنكوفر-كندا في 4حزيران 2013، سُئلت إريكا دود: لماذا هذه الجداريّات مهمّة؟ أجابت”لأنها مجموعة الرسوم الوحيدة المتبقية في الشرق من الحقبة الصليبية”.
للإطلاع على كتاب الرسوم راجع الموقع الإلكتروني للجمعية:
www.cavinglebanon.com – publications