ولدت دغمار هودكينسن في هانوفر عام 1935. اقترنت بصحافي ألماني ودام زواجهما خمس سنوات. عملت على رسوم لصناعة البلاستيك الألمانية جرى تصويرها في تركيا وسوريا ولبنان على خلفية شرقية. في الواقع ان جمال طبيعة لبنان وشمسه جذباها وزوجها للانتقال الى لبنان حيث أنشأت محترفا لفن الموزاييك أنجزت فيه جدرانيات ضخمة من الموزاييك الزجاجي الإيطالي لواجهات ومداخل ابنية سكنية.
مع بدء الحرب في لبنان عام 1975 أقفلت المحترف بعد ان بلغ الدمار حدّا. عند ذلك انصرفت الى الرسم الذي ركزت فيه على طـُرُز الهندسة المعمارية القديمة في البلاد. وغالبا ما ابتاع اللبنانيون الذين هاجروا عدة رسوم مرة واحدة لتذكرهم في الغربة بالزمن الجميل.
اقامت الفنانة أيضا سلسلة معارض– خاصة في لبنان بطبيعة الحال – انما أيضا في إنكلترا وألمانيا والعربية السعودية. وبسبب المرض اضطر زوجها الى مغادرة لبنان. بعد فترة تعرفت الى طيار بريطاني وتزوجا بعد طلاقها من زوجها الأول.
رغم ضراوة الحرب وبشاعتها ما زالت رسومها تعكس الجوانب الجميلة من لبنان: الهندسة المعمارية المحلية النموذجية المحاطة بطبيعة ضاحكة صافية. هي ترى “أن المشاهد التي تنقلها بريشتها تشرح الصدر.
أماكن مثل بيروت: الجمَّيزة، حي سرسق، جبيل، دير القمر، عين عار، عمشيت، بعبدا، البلمند، البترون،،مرفأ البترون، كما بيت شباب، غسطا، ميروبا، صيدا، طرابلس، صليما الخ. كانت مواضيع مفضّلة لرسومها. كانت دغمار أيضا اول من وضع بتصرف شركة طيران الشرق الأوسط عددا من رسومها المائية للوائح الطعام. ثمة نسخ لصور اصلية وبطاقات بريد ما زالت موجودة حتى اليوم في دائرة الكنيسة الانجيلية بمنطقة كرم الزيتون في بيروت. تعيش الرسامة اليوم في حارة صخر بجونية مع اطلالة ساحرة على حريصا والبحر المتوسط.
إعداد وتقديم البروفسور ايلي مخول