إحتفلت رعية القديسة ريتا في بلدة قب الياس بعيد شفيعتها، في قداس احتفالي ترأسه المطران عصام يوحنا درويش، وعاونه فيه خادم الرعية الأب ايلي ابو شعيا، والآباء اليان ابو شعر واومير عبيدي، في حضور جمهور كبير من المؤمنين تقدمهم رئيس البلدية جهاد المعلم واعضاء المجلس البلدي في قب الياس.
بعد الإنجيل، القى درويش عظة، توجه فيها بالتهنئة والمعايدة لجميع الذين يحتفلون بهذا العيد، ومما قال: “نحتفل بعيد القديسة ريتا وكلنا خشوع وتواضع وامل، نطرح امامها همومنا ومخاوفنا، التي تقلقنا كلبنانيين وكمسيحيين من جراء ما يجري حولنا من أحداث انعكست علينا، فحياتنا الروحية والاجتماعية والسياسية أصبحت غير منتظمة، وصرنا عاجزين عن بناء ما نطمح اليه بأن يكون لنا الوطن الذي نشتهي ونرجو. القديسة ريتا هي علامة من علامات محبة الله للبشر، فهي مثل كثيرين من القديسين والقديسات، صارت لنا برهانا على قدرة الله وعلى نعمة الروح القدس التي تمنح المؤمن قداسة وبرا، كما صارت لنا مثلا نحتذي بها”.
واضاف: “إجتمعنا لنكرم قديسة شعت في كل مراحل حياتها بانوار الايمان والتقوى والفضائل السامية. انها القديسة ريتا ابنة بلدة كاسيا الايطالية، والمرأة التي كانت اما مثالية، ومربية لاولادها على محبة الله والمغفرة للمسيء. وبعد موت زوجها صارت راهبة، أي أما روحية لملايين المؤمنين، حملت صليب حياتها الرهبانية بكل ايمان واستسلام لارادة الله، فاستحقت اكرام الاجيال كلها. منذ أكثر من 600 سنة ما زالت هذه القديسة العظيمة تذكر الرجال والنساء وتذكر العالم بأن القداسة هي في متناول الجميع، في متناول الفقراء كما الأغنياء، الآباء والأمهات والشباب. إنها تعلمنا بأن القداسة هي خضوع تام لإرادة الرب”.
وتابع درويش: “إن أجمل ما نتعلم من هذه القديسة وأفضل ما نحمل معنا من قداسنا اليوم، هو حبنا ليسوع المسيح ولكنيسته المقدسة. عندما نمر بذخائرها هل يمكن أن نعدها بذلك؟ وعندما تعودون الليلة الى بيوتكم أرجو أن تتذكروا بأن هذه القديسة العظيمة ستكون دوما الى جانبكم، تسمع طلباتكم وتتشفع لدى الرب لتكونوا مصانين من كل أذى، ولكي تكونوا أمناء لدعوتكم المسيحية”.
اضاف: “اننا نجد فيها مثالا يجب ان يقتدي به ابناء شعبنا، ورجال السياسة والحكم والادارة عندنا، بخاصة في هذه الايام العصيبة التي يكثر فيها التطرف والإرهاب. ان القديسة ريتا تدعونا جميعا الى ان نكون في محيطنا وفي مجتمعنا بنائي سلام ومحبة، والاعتراف بالآخر واحترام رأيه وشخصه واوضاعه. فالمحبة بين المواطنين لا العنف ولا الشتائم هي وحدها تبني الاوطان”.
وختم درويش عظته، داعيا المجلس البلدي الجديد في قب الياس وابناء البلدة الى “تعزير الحوار والإنفتاح والعيش المشترك في البلدة”.