دشّن الرئيس العام للرهبانية المارونية الأنطونية الأباتي داود رعيدي المبنى الجديد لدير مار أنطونيوس البادواني في مدينة جزين، والذي أنجز العمل فيه في وقت قياسي لا يتجاوز السنة ونصف سنة، في عهد رئيس الدير الأب طوني التنوري، وفي إشراف القيّم العام على الدير الأب جوزف – ماري كرم، فأتت النتيجة بناء حديثا ومميزا وذا قيمة معمارية لافتة وواحة روحيّة مهمّة لأهالي المدينة.
وترأس رعيدي الذبيحة الالهية التي أقيمت في الباحة الخارجية للدير بمشاركة راعيي أبرشيتي صيدا وصور المارونيتين، ولفيف من المدبرين والرهبان والراهبات والكهنة، وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والأمنية والمصلين.
وألقى عظة تناول فيها “أهمية تشييد هذا البناء الجديد للدير وأثره المادي والروحي على أبناء مدينة جزين”، ولفت الى المدفن الجماعي الذي وجد قرب الدير عند حفر الأساسات والعائد الى مجازر 1860 وقال: “لا أريد أن أذكّر بالمجازر التي حصلت عام 1860، وهو ما عايناه في مدفن جماعي قرب المبنى الجديد عند حفر الأساسات، وقد يكون المدفونون رهباناً أو مصلّين مع الرهبان والراهبات، ولكنهم استراحوا جميعاً بانتظار يوم القيامة”.
كما أسف الأباتي رعيدي في عظته لبقاء موقع الرئاسة الأولى في لبنان شاغراً طوال هذه المدة. وقال: “إنّ فرحة إنجاز أيّ مشروع في الحياة لا تساويها فرحة، ففرحة أن ترى ابنك يخطو خطواته الأولى تشعرك وكأنّ العالم بدأ بالسير معه نحو الغاية المنشودة، وانّ آخر من أبنائك نجح في الثانوية فكأنّه أصبح مديراً عاماً، أو رئيس جمهورية. ولكــــن مــــــــــع الأسف لا يزال المركز الأول في الدولة اللبنانية شاغراً طوال هذه المدّة”.
كما شكر كلّ مَن ساهم في إنجاز هذا العمل بدءاً من المهندس فادي عون وكلّ العاملين مروراً برئيس الدير والقيّم وكلّ من بذل جهداً أو وفّر دعماً، وقال: “هذا هو الدير الذي عملنا عليه والذي نقدمه لكم اليوم واحة صلاة وخلوة جمال لنعبر منه الى ذاتنا الى الله والى العالم الجديد”.
وبعد القداس ألقيت عدة كلمات في المناسبة قبل أن يزاح الستار عن لوحة التدشين.