كرمت بلدية زان في قضاء البترون، الشاعر حنا موسى، خلال احتفال أقيم في باحة كنيسة مار يوحنا المعمدان، تخلله إزاحة الستار عن تمثال المكرم في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور بيار رفول، نجم خطار ممثلا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال النائب جبران باسيل، عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي سعد ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، عضو المجلس السياسي في تيار “المرده” فيرا يمين ممثلة رئيس التيار النائب السابق سليمان فرنجيه والنائب طوني فرنجيه، المحامي شهيد معوض ممثلا النائب ميشال معوض، النائب السابق أنطوان زهرا، العقيد شربل انطون ممثلا النائب السابق بطرس حرب، راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، الزميل غسان عازار ممثلا نقيب المحررين الياس عون، رئيس وحدة الخدمات الاجتماعية العميد فارس حنا ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، المقدم روك صفير ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، النقيب لبيب سعد ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان، مدير التشريفات في القصر الجمهوري الدكتور نبيل شديد، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك ورؤساء بلديات، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون جاك يعقوب، آباء وكهنة، قضاة ومحامين، ممثلي احزاب وتيارات سياسية، رؤساء وممثلي جمعيات وهيئات واندية، فاعليات وشخصيات، نخبة من الشعراء والادب، بالاضافة الى حشد من اهالي بلدة زان وقرى وبلدات منطقة البترون واصدقاء ومحبي الشاعر حنا موسى.
زعيتر
بعد النشيد الوطني، قدم للحفل رئيس اتحاد الشعر اللبناني الشاعر الدكتور الياس خليل ثم القى رئيس بلدية زان الدكتور شارل زعيتر كلمة رحب فيها بالحضور وقال: “كلنا نعرف من هو حنا موسى الذي يبقى نجما ساطعا في سماء شعر الزجل فهو منه وله السلطان والامير. حنا موسى والزجل توأمان لا ينفصلان، سارا معا وخلال نصف قرن وأكثر يحكيان القلب والعين والاذن وأنسنة وروحنة الطبيعة اللبنانية والسمو بها الى ما فوق الطبيعة. سنديانة عتيقة هو حنا موسى، سنديانة راسخة في تراب زان وأرزة خالدة في تراب لبنان”.
اضاف: “يقال بأن القلب الجامع نادر وجوده، أما قلب حنا موسى فكان من النوادر، كان يجمع اهل بلدته زان ويحب ويحترم الجميع وينادي الكبار منهم والصغار بتلك الكلمة الحلوة النابعة من الاعماق “يا حصتي”، حنا موسى لم يتأخر يوما عن القيام بواجب في بلدته ومسح دمعة المحزونين ومنكسري القلوب وأعاد الابتسامة الى كل وجه، ولم يحجب اية مساعدة عن اي طالب لها أما الشعر فحدث ولا حرج. حنا موسى هو امير المنابر وسيدها، وسلطان المواقف الارتجالية منها”.
وتوجه الى موسى بالقول: “ايها العزيز حنا، انت في ذهن كل من نظم بيتا من الشعر وفي بال كل من نقر على دف وفي صوت كل من صرخ بأوف على المسرح، أنت الشاعر العملاق، كبير من عندنا حاكى شعرك الارز والسنديان، انت في اعماق محبيك مشعا كنجمة الصباح ومتجذرا كسنديانة زان الدهرية”.
وشكر رئيس الجمهورية الممثل بالوزير رفول وكل الوزراء والنواب والفاعليات واصحاب المقامات على مشاركتهم ومساندتهم ودعمهم لتحقيق هذه المبادرة.
وختم: “لبنان سيبقى ما دامت فيه ساحات واسعة للكلمة الحرة وتقدير وعشق للفن والثقافة والشعر والجمال ودعوة للتلاقي الوفي الجميل كما هو حاصل الليلة. فكلنا معكم الليلة ونشد على ايديكم ونصرخ نحب لبنان ونحب الفن والشعر وندين بالمحبة للجميع.”
الشعراء
بعد ذلك توالى على القاء القصائد كل من الشعراء انطوان سعاده، جورج لطيف، شوقي شعبان، حبيب ابو انطون، والدكتور بيار سمعان موسى الذي حيوا روح الشاعر العملاق حنا موسى وثمنوا عطاءاته وشعره وزجله .
رفول
ثم القى الوزير رفول كلمة رئيس الجمهورية وقال: “تكريم الشعراء هو اكثر من مناسبة ثقافية، هو احتفاء بلبنان الوهج والحضارة والرقي فكيف اذا كان الشاعر مجبولا بالتراث وموسوما بالأصالة وربيبا لليالي الفرح والزجل والخيال.”
أضاف: “حنا موسى، الذي نجتمع اليوم في حفل تكريمه هو علامة مضيئة في وجدان لبنان. سيظل صدى شعره ودفه متراقصا في أزقة قرية زان وأرض البترون وسماء الصيف في لبنان. عاصر وصادق وارتجل الشعر الزجلي مع كبار مثله من شعراء الزجل، بعدما أطلق جوقة الارز وحفظ لزجل لبنان مكانته في التراث، مخلفا لأجيال وأجيال دواوينه الجميلة والكثيفة بمضامينها وجمالياتها الشعر الشعرية.”
وتابع: “حنا موسى، من أجل ما تركته لنا من موهبتك الشعرية وروح الارتجال، وكي نظل لأجيال لبنان ذاكرة حضارية وثقافية وتراثية ملتصقة برسالة وطن عابق بالابداع، أقف هنا اليوم في حفل تكريمك، ممثلا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي منحك وسام الاستحقاق اللبناني ـ الدرجة الثانية الفضي ذو السعف، تقديرا لما تمثله في تراث الشعر الزجلي العريق، وكلفني فشرفني أن أضعه في عهدة عائلتك، ومحبيك، تحية منه لكبار هذا الوطن ومبدعيه في المجالات كافة”.
ثم سلم الوسام لنجل المكرم أمل حنا موسى وكانت وقفة مع احفاد المحتفى الذي رددوا ابيات زجلية لجدهم.
كلمة العائلة
وألقت لويزا أمل موسى كلمة العائلة فرحبت بالحضور وشكرت الرئيس عون بمقطع من قصيدة طويلة نظمها المكرم الشاعر حنا موسى بعنوان “الله معك يا عون”.
وقالت: “انا فخورة اليوم لأن رسالة حنا موسى، رسالة المحبة والسلام التي عاشها في حياته مع كل الافرقاء السياسيين وزملائه في الشعر ومحبيه تجسدت هذه الليلة بمبادلتهم له المحبة والتقدير ووضعهم كل الامكانات في سبيل اقامة هذا النصب التذكاري وانجاح حفل التكريم”.
ثم شكرت كل من وسعى وساهم وشجع وواكب وسهل وجود تمثال حنا موسى في ساحة زان وشكرت لبلدية زان هذه اللفتة باقامة هذا الاحتفال التكريمي للشاعر ووضع نصب له في ساحة البلدة.
بعد ذلك تسلمت عائلة حنا موسى درعا تقديرية للمكرم من رئيس نقابة شعراء الزجل جورج ابو انطون.
ثم ازاح رفول وزعيتر الستارة عن النصب الذي نحته الفنان إميل عياش، واقيم كوكتيل للمناسبة في دارة الشيخ إيلي رشوان.