ترأس راعي ابرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا قداسا لمناسبة عيد القديس ضوميط في كنيسة الدير التي تحمل اسمه في بلدة فيطرون، شارك فيه الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي بطرس طربيه، النائب العام الاب يوسف ابي عون واعضاء من مجلس المدبرين في الرهبنة، رئيس الديوان في نيابة صربا الخوري عبده ابو خليل، رئيس دير مار ضوميط في فيطرون الاب جورج خليل، عضو مجمع العقيدة في روما الاب ستيفان كوستير الذي جاء خصيصا للمشاركة في سيامة الكاهنين المريميين في الاول من الشهر الحالي، والعديد من الرهبان والراهبات والعلمانيين والمؤمنين .
بعد الانجيل، ألقى المطران روحانا عظة تناول فيها باقتضاب سيرة القديس الشهيد مار ضوميط، متوقفا عند عيد التجلي بأبعاده ومفاهيمه الروحية والانسانية والايمانية، ودور الانسان في هذا التجلي”، لافتا الى ان “التسليم للعناية الالهية لا يعني مطلقا ان علينا ان ننتظر كل شيء من الله من دون اي جهد من قبلنا، انه مفهوم خاطئ للعناية الالهية، التسليم للعناية الالهية في ضوء حدث التجسد، حدث الميلاد عندما اصبح الله بشرا وسكن بيننا، هو هذا التعاون بين الله الذي يدعو والانسان الذي يحاول ان يلبي النداء، هو هذا التعاون بين نعمة الله المسكوبة في قلوبنا وبين حريتنا نحن كبشر وارادتنا”.
وأضاف: “بفعل حدث التجسد هذا، يصبح الانسان مشاركا لله، عندما نقول “العناية الالهية” لا يعني ان لا دور لنا ايضا، بل العكس هو الصحيح، فالانسان بالتجسد له دور مهم في عمل الخالق عبر المحافظة على المجتمع المدني والخير العام وعلى تطوير هذا الخير العام وفق ارادة الله”
وتابع: “نعم، لنا مسؤولية كبيرة ايها الاخوة، انما مسؤولية نحملها مع الله ولا نحملها بقلقه”.
وتطرق روحانا الى فكرة كان قرأها في كتاب يتناول الحرب العالمية الثانية بعد المحرقة اليهودية التي تمت على ايادي النازية بالقول: “سئل حاخام يهودي كيف يمكن بعد اليوم ان يؤمن بالله بعد كل هذه المجزرة والمحرقة الكبيرة في حق اليهود وغيرهم؟” وكأن الله هو المسؤول، فأجابهم الحاخام: “إن السؤال مطروح بشكل خاطي، السؤوال الصحيح، هو: “كيف يمكننا بعد اليوم ان نؤمن بالانسان؟ لأن الانسان هو المسؤول عن الشرور التي ترتكب ، لنا اله خالق وخالد هو أب للجميع، ونحن مخلوقون على صورته تعالى ، نحن الذين نشوه هذه الصورة كل يوم فننتهك بها كرامة الشخص البشري”. نعم ايها الاخوة، وهذا ما نشهده كل يوم في وطننا وفي مشرقنا وفي العالم ككل. نعم ، جواب هذا الحاخام اليهودي مهم جدا. كيف يمكنني بعد كل هذه الشرور ان اؤمن بالانسان؟ لأن الانسان مسؤول ومسؤول كبير عن حياته”.
وختم المطران روحانا بدعوة المؤمنين الى “الأستماع المتواصل الى كلمة الله الضروري الاوحد في حياتنا، فتصبح العناية الألهية اقرارا بسيادة الله على حياتنا”.
وطنية