شهد دير مار مارون في عنايا – حيث ضريح القديس شربل – زحفا بشريا اليوم لمناسبة مرور 22 عاما على أعجوبة الشفاء التي منحها القديس للمواطنة نهاد الشامي.
وقد غصت الطريق من المحبسة حتى الدير بالمؤمنين الذين تقاطروا من مختلف المناطق للمشاركة في القداديس والصلوات.
هذا وأقيم قداس في كنيسة مار شربل في دير مار مارون لمناسبة مرور 22 سنة على أعجوبة شفاء نهاد الشامي.
ودعا راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون في عظة ألقاها في القداس الاحتفالي في دير مار مارون في عنايا “الجميع إلى سلوك طريق القداسة”، معتبرا أن “قداسة شربل كانت ثمرة حياة من الصلاة والسجود أمام القربان والاماتات”، داعيا إلى “الصلاة على نية لبنان، عل التقارب الذي بدأ بين الأفرقاء يستمر بجدية، ولا ينسى المسؤولون أنهم في خدمة وطنهم وصولا إلى انتخاب رئيس جمهورية في أقرب وقت”.
وقال:”إنها مناسبة عزيزة على قلب كل لبناني. نحن نتأمل بعظائم الرب من خلال قديسيه، لذلك عندما نتأمل بحياة شربل نعرف أن قداسته كانت ثمرة حياة من الصلاة والسجود أمام القربان والاماتات. عندما نأتي إلى عنايا أو إلى أي مكان آخر يجب أن تنمو في حياتنا رغبة في القداسة، لا أن نطلب نعمة فقط. علينا أن نتمثل بهم ونعمل على بلوغ القداسة”.
وأضاف:” إذا أردنا أن تكون قداسة مار شربل فاعلة في وطننا يجب أن نسعى كلنا إلى القداسة. وهذا الأمر كلنا بحاجة إليه وخصوصا في عائلاتنا.إن مجتمعنا يحتاج إلى النعم التي تفيض من عنايا، وعلى لبنان أن يعرف أنه وطن الرسالة، وعندما نرى الخلافات التي سببتها أنانياتنا نعرف اننا بحاجة إلى مار شربل”.
“شربل صلي عنا”
انطلقت صباح اليوم مسيرة صلاة بعنوان “شربل صلي عنا” من أمام محبسة القديس شربل باتجاه كنيسة دير مار مارون عنايا، لمناسبة مرور 22 سنة على شفاء نهاد الشامي بشفاعة القديس شربل المتزامنة مع تاريخ القداس التقليدي الذي يقام في اليوم الثاني والعشرين من كل شهر والمستمرة أعجوبتها بشفاء روحي وجسدي لعدد من المؤمنين من مختلف الطوائف والمذاهب.
شارك في المسيرة عشرات الآف من المصلين الذين قدموا من مختلف المناطق اللبنانية وتخللها تراتيل وصلوات ودعاءات لتجنيب لبنان كل المخاطر المحدقة به. وتوافد المصلون منذ مساء امس الى الدير وباتوا ليلتهم في جوار القديس شربل، فيما شهد الصباح الباكر زحفا غير مسبوق من المصلين للاحتفال بالذكرى ما أدى الى زحمة سير خانقة امتدت من المسلك الشرقي لاوتستراد جبيل صعودا حتى عنايا.
وفي كنيسة مار شربل، احتفل راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون بالذبيحة الالهية، عاونه فيها رئيس الدير الاب شربل البيروتي وطالب دعاوى القديسين السابق الاب بولس القزي ولفيف من الرهبان والكهنة، وخدمت القداس جوقة الاخوة الدارسين في الرهبانية اللبنانية المارونية، وحضره حشد من المصلين غصت بهم الكنيسة وباحاتها الخارجية.
المطران عون
بعد الانجيل، القى المطران عون عظة تحدث فيها عن أبعاد معاني الذكرى 22 لنعمة شفاء السيدة نهاد الشامي بشفاعة قديس لبنان مار شربل وزيارة ضريحه للتبرك والتأمل بعظائم الرب من خلال قديسيه “لكي ندرك ان مشروع الرب هو تقديس حياتنا ومسيرتنا التي نعيشها في ضوء حضارة المحبة”.
وأشار الى ان قداسة مار شربل كانت ثمرة حياة من الجهاد والصلاة والسجود أمام القربان الاقدس ليلا نهارا والعمل بتواضع وصمت وحياة مفعمة بالاماتات، ليؤكد ان نعم الرب تعطي معنى لحياة الانسان، معتبرا ان مار شربل ليس حالة استثنائية في الكنيسة حيث هناك مئات من القديسين تقدسوا عبر الاتحاد مع الرب من خلال كلمته وسر الافخارستيا وهذه الحالة هي دعوة موجهة الى كل شخص بان تنمو لديه الرغبة بالقداسة وتكون علاقته مع القديسين من اجل طلب النعم فقط”.
وقال :”ان المعمدين الذين أصبحوا مكرسين ليسوا جميعهم مدعوين الى الحياة الرهبانية او الكهنوتية، لكنهم مدعوون بدون استثناء الى القداسة التي ترسم الكنيسة خارطة طريقها”، مشددا على “ضرورة جعل قلوبنا تربة صالحة لكلمة الرب من خلال تعلمنا الاصغاء بتواضع وتحويل هذه الكلمة الى صلاة وعيشها بصدق حتى نشهد للمحبة وبالتالي السجود امام القربان المقدس حتى تفيض النعم على مؤمنيه ليكونوا أبناء للآب السماوي”.
ورأى ان “عائلاتنا بحاجة الى استلهام روحية القديسين لتنمية المحبة وترسيخ الالفة بين افرادها وتوحيدها، وكذلك فان مجتمعنا يحتاج الى النعم التي تفيض من عنايا ولبنان بحاجة ايضا الى ان يدرك انه وطن الرسالة رسالة المحبة والتلاقي التي تجافي ما نشهده من تباعد وخلافات تسببها انانياتنا”.
ورفع الصلاة “على نية وطننا لبنان حتى يسلك التقارب الذي بدأ مع الحوار بين الافرقاء السياسيين خواتيمه من خلال المتابعة الجدية ليس فقط بجدية بشرية وانسانية بل بجدية دعوة الرب الذي يدعونا اليها في سبيل الخير العام، اذ يجب الا ينسى المسؤولون انهم في خدمة الوطن وابنائه وان حوارهم وتقاربهم في هذه الظروف الدقيقة يؤدي الى استعادة الوطن عافيته وتكون أولى ثماره انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ممكن”.