اعتبر الكثيرون أن الزيارة التي قام بها البابا فرنسيس الى سجن بالماسولا السيء السمعة، في خضم رحلته الأخيرة الى أميركا اللاتينية كنقطة تحول وبداية جديدة لكثيرين. حين وقف البابا فرنسيس أمام السجناء في ذلك اليوم قال لهم أن الشخص الواقف أمامهك هو شخص غفرت له خطاياه، وهو رجل تم إنقاذه من خطايا كثيرة وبحسب ما أفاد به الأب ليوناردو سيلفا كوستا وهو المنسق الوطني في السجن لموقع .catholicnewsagency.com لمس كلام البابا قلوب الكثير من السجناء.
تابع الأب كوستا يخبر عن يوم الزيارة قائلا بأن المنظر كان مدهشًا للعيون فمن الرائع رؤية البابا يتكلم لغته الأم وأضاف الأب أنه تأثر حين رأى تعبير البابا حين شاهد تمثال عذراء كوباكابانا الذي يفصل بين قسم النساء ومكاتب السجن وقسم الرجال. بعد أن غادر البابا الجسن يقول الاب أن المساجين كانوا يتهامسون فيما بينهم حول الأمور التي سمعوها وكيف لمستهم وما الذي شعروا به وبم كانوا يفكرون وكيف ستستمر الحياة. هناك أشخاص من بينهم بكوا وامتلأت عيونهم بالفرح والرجاء وبعضهم الآخر تساءل حول كيف من الممكن أن يأتي ممثل المسيح على الأرض لزيارتهم…حتى الشرطة وحراس الأمن كانوا يبتسمون ويشعرون بالفرح باختصار كانت موجة من الفرح تعم المكان وبعض السجناء غير الكاثوليك كانوا يقولون: “يا لها من نعمة!”
الى جانب اللقاء مع البابا قدم 3 من المساجين شهادة حياتهم متحدثين عن الوضع الصعب في السجن وسياسة السجون الحكومية. من المعروف أن هذا السجن هو من بين السجون التي عرف فيها الفساد والرشوة والنشاط الإجرامي وحراس الأمن يتمركزون في الخارج وأما الداخل تديره العصابات، ولا يحق لكل السجناء التنقل بحرية داخل السجن وإن أرادوا بطانيات أو غذاء فعليهم أن يدفعوا للعصابات…الى جانب حمايتهم من السجناء الآخرين.
يشير الأب الى أن هذه هي الحياة الحقيقية في سجون بوليفيا والسجناء تحدثوا عنها الى البابا في شهاداتهم وكان الى جانبه ممثلون عن السلطات وهم لم يسمعوا بالشيء الجديد فهذه كانت فقط صرخة نجدة ومعونة واستفاد السجناء من تواجد البابا هناك لإجراء تغيير هيكلي. على الرغم من أن المساجين يتواجدون في السجن إلا أنهم لم يفقدوا قدرتهم على تحليل الأحداث ومعرفة أوضاع السجون من الداخل. لم يفصح الكاهن عما إذا كانوا يتلقون تهديدات أو ما شابه ذلك ولكنه قال أن المساجين طلبوا من البابا أن يكون المتحدث باسمهم وليجعل الإنتهاكات الأساسية لحقوق الإنسان معروفة.
يتوقع الأب أنه وبعد زيارة البابا من الممكن أن تطرأ تغييرات على أوضاع السجون ومن الواجب برأيه إعادة رسائل البابا مرارا وتكرارا والإصغاء اليها والصلاة وتقديم الشكر للجان العاملة وأما بما يتعلق بالتغييرات في البلاد فيجب الإصغاء الى الجميع ووضع نشاطات لتحسين النظام وحياة المساجين.
نانسي لحود / زينيت