توجه البابا فرنسيس بالتوقيت المحلي إلى منتزه “لا مالوكاس” بفيلافيسينسيو حيث عقد لقاء من أجل المصالحة الوطنية بحضور رئيس أساقفة الأبرشية المطران أوسكار أوربينا أورتيغا الذي وجه تحية إلى البابا باسم الحاضرين. وبعد نشيد من أجل السلام استمع البابا إلى شهادات أربعة أشخاص اختبروا الصراع المسلح. وبعدها ألقى فرنسيس خطاباً استهله مشيرا إلى أن الشعب الكولومبي الذي عاني الأمرّين بسبب الحرب يقوم اليوم بالخطوة الأولى في مسيرة السلام. وذكّر البابا بأن هذا اللقاء يُعقد أمام صليب بوخايا الذي كان شاهدا في الثاني من أيار مايو من العام 2002 على مجزرة رهيبة ذهب ضحيتها عشرات الأشخاص الذين لجؤوا إلى الكنيسة المحلية هربا من أعمال العنف.
وتوجه البابا إلى الحاضرين في هذا المنتزه ومن بينهم ضحايا العنف، وعناصر في قوات الجيش والشرطة ومقاتلون سابقون في صفوف الثوار قائلا إنهم يحملون جميعهم ـ بشكل أو بآخر ـ جراحاً بدأت تُشفى، مذكرا بأن كل عنف يُمارس ضد أي كائن بشري هو جرح في جسد العائلة البشرية برمتها. ولفت البابا إلى أن المحبة هي أقوى من الموت والعنف. بعدها تطرق فرنسيس إلى الشهادات الأربع لضحايا الصراع المسلح الكولومبي والتي استمع إليها في بداية اللقاء، وقال إن هذه الكلمات تؤكد أنه في وقت يولّد فيه العنف المزيد من العنف، يبقى الغفران ممكنا من أجل التمكّن من كسر سلاسل الحقد. وذكّر الحاضرين بأن الكلمة الأخيرة ليست للحقد والضغينة مشيرا إلى أن جراح القلب قد تكون أعمق وأصعب من جراح الجسد لكن المحبة تحرّر وتبني.
هذا ثم أكد البابا فرنسيس أن ثمة أملاً أيضا بالنسبة للأشخاص الذين ارتكبوا الشرور، مشيرا إلى أن يسوع جاء لهذا السبب بالذات، ليعطي الأمل لمن أخطأوا. وشدد فرنسيس في الوقت نفسه على ضرورة القبول بالحقيقة، لافتا إلى أهمية هذا التحدي الصعب. وقال في هذا السياق إن الحقيقة لا ينبغي أن تقود إلى الانتقام بل إلى المصالحة والغفران كما لا بد أن يخطو خطوة إلى الأمام الأشخاص الذين سببوا آلاما ومآس كبيرة لجماعات كثيرة وللبلاد بأسرها.
بعدها توجه البابا إلى المجتمع الكولومبي وحث جميع المواطنين على فتح القلوب والاستسلام للمصالحة، وعدم الخوف من الحقيقة والعدالة. وقال: أيها الكولومبيون الأعزاء، لا تخافوا من طلب المغفرة ومن منحها. ولا تقاوموا المصالحة التي تقرّبكم من بعضكم البعض، والتي تجعلكم تلتقون كأخوة وتتخطون العداوات. لقد آن الأوان لتضميد جراح الماضي ولبناء الجسور والتخفيف من حدة الاختلافات. لقد آن الأوان لإخماد نار الحقد والتخلي عن الأخذ بالثأر والانفتاح على التعايش المرتكز إلى العدالة والحقيقة وخلق ثقافة أصيلة من التلاقي الأخوي. وتمنى البابا فرنسيس في ختام كلمته لمناسبة لقاء المصالحة أن يتمكن جميع الكولومبيين من العيش معا بتناغم وأخوة كما يريد الرب! وحثهم على أن يكونوا بناة للسلام كي يزرعوا بذور المحبة والرحمة حيث يسود الحقد والكراهية.
إذاعة الفاتيكان
الرئيسية | أخبار الكنيسة | زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى كولومبيا: خطاب البابا خلال لقاء المصالحة الوطنية
الوسوم :زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى كولومبيا: خطاب البابا خلال لقاء المصالحة الوطنية