تشرفت اليوم في 11-10-2022 بزيارة مجلس النواب الساهرة عليه ساعة “العبد” وتحققت منها أولا، من أن الوقت لا يزال ثابتا، راسخا، والبشر يعبرون. فما أخطأ من حفر على عتبة السراي الحكومي: “ما آلت إليك لو دامت لغيرك”.
هدف الزيارة هو أن أُسلِّمَ أمانة سر المجلس مئة وثلاثون نسخة من كتابي “الجمهورية الخامسة” ليكون، بعد أن بات في يد دولة الرئيس نبيه بري، بيد كل نائب، كما بيد أمين عام المجلس ومديره العام السيدين عدنان الضاهر وسيمون معوض اللذين أذهلانني بعمق اطلاعهما على تعقيدات “دستور الطائف”، وأطلعاني بخاصة على عدد من الدراسات التي دارت حول إشكالية مجلس الشيوخ ولجنة إلغاء الطائفية السياسية. فأطلعتهما باقتضاب على ما تحمله رؤية “الجمهورية الخامسة” من حلول للمعضلات المتشابكة كافة والتي لا يمكن حلها مجزأة، بل تحتاج حلا شاملا متكاملا يتناولها بدءا بالمساواة في المواطنة بين مواليد اللبنانيين إلى المشاركة في الحكم على صعيد الرئاسات الخمس المنصوص عنها في الدستور، وقيادة الجيش، وصلاحيات كل منها، بخاصة رئاسة الجمهورية، إلى قانون الأحزاب والانتخاب. فلا حل للمشاكل على المستوى السياسي ما لم تحل أولا على أساس حقوق الإنسان، ولا على المستوى “الرئاسة” ما لم تحل على مستوى القاعدة أي قانون الأحزاب والانتخاب، أكان انتخاب مجلس النواب أم مجلسي الشيوخ أم المجلس الاقتصادي الاجتماعي. أبدى المسؤولَين عمق الاهتمام بما سمعا وطالبني أمين عام المجلس بدراستي عن مجلس الشيوخ ورؤيتي لصلاحياته. في الختام أشكر السيدة كريستين معلوف زعتر وزميلتها الإعلامية رانيا دياب نفاع لتأمينهما لهذه الزيارة واهتمامهما بنجاحها. وقبل المغادرة كان لا بد من المرور بمكتب دولة نائب الرئيس الياس بو صعب وترك الكتاب له ولكنه كان لا يزال خارج المجلس مهتما بالإعلان عن إتمام توقيع اتفاق الترسيم مع الكيان الغاصب لحقوق لبنان والطامع بالأكثر، على انه، ولأول مرة، والحمد لله، توضع نقطة فاصلة لهذا الأكثر، أي لمطامعه، وهذا بفضل الحكمة في استعمال سياسة “البندقية وغصن الزيتون” أو سياسة المثل الروماني الشهير (Si vis pacem, para bellum) الذي يعني: “إن أردت السلام فاستعد للحرب”.
الأب د. ميخائيل روحانا الأنطوني