سفراء الدول الكبرى دعوا النواب من بكركي إلى الحفاظ على الديموقراطية وانتخاب رئيس بلا تأخير

عقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اجتماعاً في بكركي أمس، مع عدد من سفراء الدول المعتمدة في لبنان، شارك فيه عميد السلك الديبلوماسي السّفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا والمنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وسفيرة الاتحاد الاوروبي انجلينا ايخهورست وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن: الفرنسي باتريس باؤلي، البريطاني طوم فلتشر، الاميركي ديفيد هيل، الروسي الكسندر زاسبكين، الصيني جيانغ جيانغ، القائم بأعمال السفارة الايطالية ريكاردو سميمّو، والنائب البطريركي العام المطران بولس صياح، والأمين العام للدائرة البطريركية الأباتي انطوان خليفة.

في بداية الاجتماع شكر الراعي السفراء على حضورهم وشكر دولهم على كلّ مساعدة ودعم للبنان، ومن ضمنها الدور الذي تقوم به القوّة الدوليّة في الجنوب. وطلب دعم المجتمع الدّولي ومساهمته في تسهيل انتخاب رئيس للجمهوريّة ودعم الحوارات بين الأفرقاء اللّبنانيّين “للتوصّل إلى إعادة الحياة السياسية إلى مجراها الطّبيعي واستقامة عمل المؤسّسات، ويأتي انتخاب الرّئيس في أولوية الاهتمامات لأنّه يشكّل مفتاح الحل للأزمات القائمة على كل الصعد”. وشدّد على “صون الدستور والميثاق والصّيغة وحمايتها وهي الركائز الثلاث التي لا تتجزأ”، مؤكداً “دور المجتمع الدّولي في الحفاظ على التّعدّدية الاجتماعيّة والثقافية في المنطقة والقائمة على العيش المشترك المسيحي – الإسلامي”.
وطالب الأسرة الدولية بتخفيف عبء النّزوح السّوري عن كاهل لبنان الذي “لا يستطيع تحمّله وحده، والحدّ من تداعيات هذا النزوح الذي يبدأ بضرورة عودة النازحين الى بلادهم وبيوتهم”. ودعا الى “موقف دولي موحّد في مواجهة الارهاب الذي يهدد الجميع من دون استثناء ويشكّل تحدياً كبيراً للاعتدال في المنطقة وللحضور المسيحي في الشرق”، لافتاً الى ضرورة دعم الجيش والقوى الأمنيّة في مواجهة المخاطر التي تهدّد لبنان.
ثم كانت مداخلات للسّفراء أكدت أهمية اللقاء واستمرار التشاور وعكست حرص المجتمع الدّولي على الاستقرار في لبنان وعلى دوره الإيجابي في المنطقة وحماية نظامه القائم على الديموقراطيّة والمشاركة بين مختلف مكوّنات المجتمع اللّبناني، اضافة الى وجوب عمل المؤسسات الدستورية بشكل طبيعي وبالتالي انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت. وتناولت بيان رئيس مجلس الامن الأخير في شأن لبنان، في 19 آذار الفائت، مشدّدة على أهميّة الحضور المسيحي في الشّرق.
وبعد الاجتماع ألقت كاغ كلمة شكرت فيها البطريرك على دعوته إلى اللقاء. وقالت: “أعرب لنا عن قلقه الشديد حيال استمرار الفراغ في سدة الرئاسة والذي أوشك أن يبلغ مداه عاماً كاملاً وشاركناه هذا القلق، وخصوصاً أن أحد عشر شهراً من الجمود في انتخاب رئيس للجمهورية تقوض قدرة لبنان على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها.
والتزمنا توجيه رسالة قوية إلى القادة اللبنانيين لحضّهم على التزام الدستور اللبناني واتفاق الطائف والميثاق الوطني، ودعوة جميع الأطراف إلى التصرف بمسؤولية ووضع استقرار لبنان ومصلحته الوطنية قبل السياسة الحزبية، وإبداء المرونة اللازمة والتعامل مع المسألة بشكل عاجل، من أجل تطبيق الآليات التي وفرها الدستور في ما يتعلق بالانتخابات. وفي هذا السياق، على أعضاء مجلس النواب الحفاظ على تقاليد لبنان الديموقراطية العريقة والانعقاد من أجل انتخاب رئيس للجمهورية من دون مزيد من التأخير.
وندعو جميع الأطراف في لبنان إلى تمكين الحكومة ومجلس النواب من العمل بفاعلية”.

النهار