في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «كانَ رَجُلٌ غَني، وَكانَ لَهُ وَكيل. فَشُكِيَ إِلَيهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَموالَهُ. *
فَدَعاه، وَقالَ لَهُ: ما هَذا ٱلَّذي أَسمَعُ عَنكَ؟ أَدِّ حِسابَ وَكالَتِكَ، فَلا يُمكِنُكَ بَعدَ ٱليَومِ أَن تَكونَ لي وَكيلًا. *
فَقالَ ٱلوَكيلُ في نَفسِهِ: ماذا أَعمَل؟ فَإِنَّ سَيِّدي يَستَرِدُّ ٱلوَكالَةَ مِنّي، وَأَنا لا أَقوى عَلى ٱلفِلاحَة، وَأَستحي من ٱلٱستِعطاء. *
قَد عَرَفتُ ماذا أَعمَلُ، حَتّى إِذا نُزِعتُ عَنِ ٱلوَكالَة، يَكونُ هُناكَ مَن يَقبَلونَني في بُيوتِهم. *
فَدَعا مَديني سَيِّدِهِ واحِدًا بَعدَ ٱلآخَر، وَقالَ لِلأَوَّل: كَم عَلَيكَ لِسَيِّدي؟ *
قال: مائَةُ كَيلٍ زَيتًا. فَقالَ لَهُ: إِلَيكَ صَكَّك. فَٱجلِس وَٱكتُب عَلى عَجَلٍ خَمسين. *
ثُمَّ قالَ لِلآخَر: وَأَنتَ كَم عَليك؟ قال: مائَةُ كَيلٍ قَمحًا. قالَ لَهُ: إِلَيكَ صَكَّك. فَٱكتُب ثَمانين. *
فَأَثنى ٱلسَّيِّدُ عَلى ٱلوَكيلِ ٱلخائِن، لِأَنَّهُ كانَ فَطِنًا في تَصَرُّفِهِ. وَذَلِكَ أَنَّ أَبناءَ هَذِهِ ٱلدُّنيا أَكثَرُ فِطنَةً مَعَ أَشباهِهِم مِن أَبناءِ ٱلنّور. *
*
يبدو للوهلة الأولى أن يسوع يمدح في هذا الإنجيل عدم المصداقية. بالواقع، هذا الإنجيل يتضمن رسالتين غنيتين. في المقام الأول، يمدح يسوع حنكة وذكاء من يعرف أن يحوّل الخيرات المادية إلى خيرات علائقية، أي من يعرف أن يستعمل المادة لكي يحولها إلى صداقة ولقاء.
في المقام الثاني، وهذه هي رسالة هذا الإنجيل الأساسية، يذكّرنا يسوع أن ما نملكه في الواقع ليس ملكنا، بل هو بالواقع “سلفة” نتلقاها لكي تكون وسيلة شراكة من الإخوة ومع الله.
زينيت