الفوضى الحاصلة في العالم الافتراضي، وطفرة المواقع الإلكترونية وأذرعها المتمددة على مواقع التواصل الاجتماعي، والضخ الهائل للمعلومات، يضاف إليه كسل الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي في التدقيق بهذه المعلومات، كل هذه العوامل خلقت حاجة ملّحة لإنشاء شبكات وصفحات افتراضية بديلة تتولى مهمة المراقبة والرصد، وبعدها الفضح بغية التقويم. من هذه المنابر، برزت أخيراً الى الواجهة صفحة «وزارة الإعلام البديل» التي تتصدر عبارة ”سنفروا بحياتكم… يا جماعة الإعلام» غلافها على فايسبوك.
طبعاً هذه العبارة ذات دلالة مباشرة على النفس الساخر الذي تتبناه في رصد وكشف الأخطاء التي يرتكبها أهل الإعلام والهفوات التي تنشر ويتم تداولها بشكل مخيف من دون التنبه الى الفخاخ المهنية داخلها. مثلاً، هاني شاكر على الشريط الإخباري على nbn بدلاً من «المطلوب فضل شاكر». سيرة حياة الشاعر الراحل سعيد عقل على «النشرة فن» وغيرها من المواقع الإلكترونية منسوخة عن موسوعة «ويكيبيديا» متضمنة عبارة بذيئة بحق عقل نُشرت باطراد من دون الانتباه الى هذه الإساءة.
وآخر الأخطاء كانت اللافتة التي نسبها موقع «ليبانون ديبايت» الى منطقة باب التبانة واتضح أنها نشرت في الإسكندرية في مصر، وتتضمن اعتذاراً علنياً لأحد الرجال من زوجته على إساءة سبّبها لها.
هذه نقطة في بحر الأخطاء والهفوات التي يرتكبها أو يقع في فخها الإعلام. وبدل أن تنشر على صفحات افتراضية فردية، ارتأى الشابان محمود غزيل وحرمون حميّة إنشاء «وزارة الإعلام البديل». الصفحة المنشأة حديثاً ما زال التفاعل معها خجولاً (حوالى 187 متابعاً)، لكن ذلك لا يثني القيّمين عليها من الإعلان بأنّ الهدف ليس الانتشار، بل محاولة مساعدة القراء والمتتبعين على التأكد من الأخبار المنشورة وصحتها كما يؤكد أحد المؤسسين حرمون حميّة لـ»الأخبار». ويلفت الأخير الى أهمية ولادة منابر بديلة للرصد والمراقبة. بالنسبة إليه، ليس المهم كمّ المنشورات التي توضع على الصفحة، بل نوعيتها.
والأهم «هو التشبيك مع الناشطين والفاعلين على شبكات التواصل الاجتماعي لتبادل عمليات الرصد والفضح». ويعد حمية في الأيام المقبلة بنشر طرق توعوية وعملية للقراء تمكنهم من معرفة صحة الفيديوات والأخبار والصور المنشورة على المواقع الإخبارية، كي يصبح كل فرد قادراً على التحقق والتفحص قبل النشر والترويج.
زينب حاوي / الأخبار