احتفلت الكنيسة المارونية وأبرشيتها في فرنسا بسيامة الشماسين روجيه بعقليني وجوزف توما كاهنين على مذابحها، على يد راعي الأبرشية المارونية في فرنسا المطران مارون ناصر الجميل، في الذبيحة الإلهية التي ترأسها في كنيسة الصعود في ضبية، بمشاركة لفيف من الكهنة والرهبان والراهبات وأهل الكاهنين الجديدين والأصدقاء وأبناء رعايا مار جرجس الديشونية والسيدة في بعبدات والحدت. وكانت عظة روحية للمطران الجميل ركز فيها على “حاجة الكنيسة المارونية في فرنسا الى كهنة، وصعوبات الخدمة الكهنوتية في بلد أصبحت فيه العلمانية لغة تغلب على لغة الايمان”.
وتحدث عن الكهنوت وعن الكاهنين الجديدين وعلاقتهما بربهما وبالإنسان، وقال الجميل يحيط به لفيف من الكهنة وعرابا الكاهنين الجديدين الخوريان إيلي الغزال وفادي خوند: “أما أنتم فطوبى لعيونكم التي تنظر ما أنتم تنظرون اليوم، ولآذانكم أن تسمع ما تسمعون. وكم تمنى أنبياء وأبرار أن يروا ما أنتم تبصرون ولم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا. كاهن على مذبح الرب، مسيح آخر يحمل بشارة الخلاص كل يوم لجميع الناس. هذا هو السر العظيم الذي صنعه الرب. هذا هو سر الكهنوت الذي فيه يحضر المسيح بشخصه وبشكل مباشر ويقيم فينا. نحن هنا اليوم، لنصلي مع الكنيسة جمعاء من أجل الشماسين روجيه بعقليني وجوزف توما اللذين سيتقبلان من يدي الأسقف حقيقة ما سلم الرب يسوع رسله، سلطان الكهنوت الإلهي في سبيل خدمة شعب الله وتتميم خلاصه”.
وأضاف: “روجيه وجوزف ينطبق عليهما انجيل عمال الساعة الحادية عشرة. الثمن نفسه، إذا كانوا بدأوا عملهم في خدمة الرب وخدمة كنيسته بعمر صغير أو بعمر متقدم. عندما يعطي الأسقف سرا من الأسرار يعيش رهبة الحدث. نعم، يسوع هو الذي يقبل التزامهما وتكرسهما ويمنحهما بواسطة روحه القدوس كل نعمه في سر الكهنوت. روجيه وجوزف يرتسمان اليوم كاهنين ليشاركا الأسقف في خدمة الرعايا والمؤمنين الذين يعيشون في فرنسا، فينضمان إلى مجموع الكهنة الذين هم مع الأسقف في خدمة المؤمنين، ضمن الأبرشية المارونية في فرنسا، والتي بدأت خدمتها في هذا البلد منذ ست سنوات”.
وتابع: “الأبرشية المارونية بكل شعبها وأعضائها، تستقبل بفرح وابتهاج الكاهنين الجديدين روجيه وجوزف اللذين سيحملان إيمانهما المشرقي وسط جماعات، لن أقول ابتعدوا عن الإيمان، بل هم يعيشون ظروفا بعيدة عن الإيمان وعن ممارسة الطقوس الدينية. وما أحب أن أقوله لروجيه وجوزف، أنكما تأتيان إلى فرنسا من بلد القديسين، شربل ورفاقه، ولكنكما تذهبان إلى بلد فيه الكثير من القديسين، منهم خوري أرس شفيع الكهنة والذي علينا أن نقتدي أيضا بخدمته وخبرته الرعوية عندما سنتعاطى مع شعب يبتعد قليلا عن الكنيسة. ما هو المطلوب منكما؟ سنشكل معكما ومع كهنة الأبرشية فريق عمل لنضمن نجاح اتمام رسالتنا الروحية والرعوية. العمل ضمن فريق عمل هو مصدر أول للنجاح. وعندما يفكر الإنسان أن وحده قادر على اتمام رسالته وخدمته الرعوية يكون على خطأ. نحن كنيسة، وأهم ما تركه يسوع لنا الكنيسة التي هي مكان اللقاء والعيش ومكان حضور المسيح. أدعوكما لتواظبا على التأمل بسر الكنيسة مع شعب الله. فليكن الإنجيل برنامج عملكما في خدمة الرب والإنسان، ونقل تعاليم الرب إلى الناس الذين يأتون إلى كنائسهم في الشرق مع قرع الأجراس، أما في فرنسا فعليكما التواصل مع الناس لنذكرهم بأن هناك كنيسة وهناك ذبيحة إلهية وتعاليم مسيحية للأولاد. عليكما ألا تنتظرا الناس للمجيء إلى الكنيسة والمشاركة في الذبيحة الإلهية بل عليكما وعلينا نحن أن نذهب إليهم وأن نبحث عنهم قبل أن يذوبوا في هموم هذا العالم. فاعملا على راعوية الإيمان وعلى أن الإنسان بحاجة الى ألا يخسر إيمانه على الرغم من كل التحديات”.
وطنية