سيدة البوابة – موقع كنيسة يوحنا مرقس.
الصورة من موقع مزار وكنيسة سيدة البوابة.
تقع هذه الكنيسة – المزار في حائط سور مدينة جبيل القديمة، قرب الباب الغربيّ لهذا السور المجاور للقلعة، والمؤدّي إلى سوق المدينة القديم، لذلك عُرِفَت بسيّدة البوّابة.
يعيد التقليد تاريخ وجود هذا المزار إلى عهد الصليبيّين، أي الى القرنين الحادي عشر والثاني عشر. وما يزيد هذا التقليد قربًا إلى الواقع، وجودُ الكنيسة بجانب الجزء الصليبيّ للقلعة، والّذي كان قصرًا لأمراء أمبرياك من بينهم. أضف إلى ذلك بأنّ الصليبيين قد شيّدوا الكنائس على ذكر العذراء، شفيعتهم الأولى في فتوحاتهم، ومن بينها كنيسة مار يوحنّا مرقس الحاليّة في مدينة جبيل. وقد تكون سيّدة البوابة، في الأساس، كوخًا، اكتشفه أحد المنقّبين الأثريّين الغربيّين سنة 1655، والّذي كان قد جعله فقراء المسيحيّين كنيسة لهم.وفي سنة 1763، وعندما تسلّم مشايخ آل الدحداح، المشهورين بتديّنهم وغيرتهم على الإيمان والكنيسة، مقاليدَ الحكم في جبيل، قاموا بترميم كنيسة سيّدة البوابة، وأوقفوها على الرهبان اللبنانيّين، الذّين ما زالوا يقومون بخدمتها حتّى أيّامنا.
تتّسعُ كنيسةُ سيّدة البوّابة لثلاثين شخصًا تقريبًا. وتحتوي على لوحة زيتيّة للسيّدة العذراء بابتسامتها النقيّة المعبّرة، مكلّلة بالنجوم، حاملةً الطفل الإلهيّ الّذي يمنح البركة بيمينه. وبسبب قرب الكنيسة من جامع جبيل القديم، فقد أضحت موضعَ إكرام، ومنهلَ شفاعة، ومزارًا يؤمّه المسيحيّون والمسلمون على السواء للصلاة والتبرّك. وقد درجت العادة أن يقصد المؤمنون سيّدةَ البوابة، لإجراء الحلف والقسم في حضرتها، إيمانًا منهم بأنّها ضامنة صحّته وكاشفة بطلانه. قد عرف فيها الناس أمًّا للعدالة وشفيعة للحق، يؤمّونها مرتعدين مرتجفين للفصل في مشاكلهم وقضاياهم الغامضة والعالقة. فشَلَّت ذراع من حلف باطلاً، وثبّتت الحقَّ لأصحابه.
وفي سنة 1950، قام رئيس أنطش مار يوحنّا مرقس الأب يواصاف يزبك اللبنانيّ بترميم كنيسة سيّدة البوابة الأثريّة، فأنارها بالكهرباء، وجهّزها بالأثاث والأواني الكنسيّة، وابتاع لهما تمثالين الأوّل للقديسة تريزيا الطفل يسوع، والثاني للقدّيس أنطونيوس البادواني، يؤمّها المؤمنون بكثرة لمنح سرّي العماد والتثبيت لأطفالهم. كما يقصدها الزائرون يوميًّا للصلاة والتأمّل، مُضيئين الشموع على نافذتها طلبًا لنعمة أو وفاء لنذر أو شكرًا على مكرمة.
يكرّم الجبيليّون سيّدة البوابة في عيد انتقال العذراء في 15 آب من كلّ سنة، ومنها تنطلق مسيرة مريميّة إلى كاتدرائيّة مار يوحنّا مرقس للإحتفال بعيده، وكذلك للاحتفال بعيد سيّدة الإنتقال.
حادثة الشفاء:
منذ ما يزيد عن 45 سنة، أصيب أخي م.ش بشلل وكان طفلاً صغيراً. وبعد معاينة الأطباء، أطلع هؤلاء الأب أنّ الولد لن يتمكن من السير مجدداً. لم ييأس الأب، بل حمل ابنه وسار به متوجهاً الى سيدة البوابة. وبينما كان الأب (والدي) يصلّي، شاهد طفله (أخي) يلهو في جوار الكنيسة ويركض من جديد.
نشكر الرب وأمنا مريم على حادثة الشفاء هذه وحتى اللحظة ما زلنا نكرم مريم كشفيعة لنا وحامية.
أليتيا