في حديث له حول الجمعية الإستثنائية لسينودس الأساقفة، نشر موقع أبرشية دبلن الاختبار الذي عاشه رئيس أساقفتها ديارمويد مارتن خلال السينودس فيخبر أنه تفاجأ بمشاركته في السينودس حول العائلة وهو من بين القلائل الذين شاركوا في سينودس العائلة عام 1980، وكانت مشاركته بمثابة مقارنة ما بين السينودس الحالي والسينودسات الماضية. ذكر رئيس الأساقفة أن البابا يوحنا بولس الأول اتخذ كما البابا فرنسيس العائلة موضوعًا لسينودسه الأول وكلاهما اهتما بضرورة العائلة والزواج في تعاليم الكنيسة. أضاف أن البابا بولس السادس أراد أن يبحث في هذا الموضوع ولكنه توفي قبل أن يستطيع إعلان الموضوع فأخذ سلفه أي البابا يوحنا بولس الثاني الموضوع على عاتقه ولكن بشكل موجز فاتّجه ليتحدث عن الزواج وأهميته في حياة الكنيسة لأن الزواج والعائلة هما من الحقائق الكنسية، ومن الحياة المسيحية.
أما عن السينودس الماضي ففاجأ البابا فرنسيس المشاركين بعدة أسئلة قيل أنها يجب أن تدرس وتحمل أجوبة لا على صعيد الأساقفة فقط بل على صعيد الأبرشيات ككل، وشكل هذا الأمر تحديًا كبيرًا، لأن الفكرة كانت جديدة ومفاجئة والوقت لم يكن كافيًا للجميع ليعلموا كيفية إدارة هذه المواضيع، لأن البعض أخذ يفكر بكيفية الإجابة عن الأسئلة مما أفقدهم الوقت في سبر غور الأمور وهذا ما حصل أيضًا في دبلن بحسب رئيس الأساقفة.
علّق رئيس الأساقفة على طلب البابا من الجميع أن يتكلموا بصدق قائلا أن بعضهم أخفى آراءه احترامًا للبابا خوفًا منهم أن يفهم رأيهم بطريقة خاطئة ولكن ليست هذه الروح السينودسية لأنه من الضروري أن يقول الأسقف كل ما يراه مناسبًا لمعالجة الموضوع، وهذا يتطلب الشجاعة والشفافية في طرح كل المواضيع.
الى جانب ذلك أفضت المباحثات والمناقشات رأيا موحدًا وهو أن تعاليم الكنيسة حول الزواج والعائلة لا يفهم بشكل سهل في عالمنا اليوم وبخاصة من الشباب فالمجتمع العلماني قد يفهم بعض الكلمات بمعنى آخر. أجمع السينودس على أن العائلة الحقيقية نادرة الوجود فالعائلات حول العالم تعاني من أجل البقاء ففي المجموعة التي كان من ضمنها رئيس الأساقفة تواجدت عائلة من العراق تحدثت عما تعانيه وما مرت به بخاصة بعدما أجبرت العائلات على التخلي عن منزلها وممتلكاتها إن لم تنكر إيمانها المسيحي وكيف واجهت التحديات واستمرت.
برأي رئيس الأساقفة من النادر أن تتواجد عائلة متكاملة ومتماسكة وإن وجدت يجب على الجميع دعمها، ورسالة السينودس كانت نداء لتجديد جذري لدعم الكنيسة الرعوي للزواج والعائلة ففي التعددية المتواجدة اليوم في العالم نحتاج لتعليم جذري حول الزواج والعائلة فالتحضير للزواج ليس فقط تحضيرًا على الصعيد الكنسي بل يجب أن يفهم الزواج كجزء من حياة مبنية على الإيمان وعلى التضحيات في سبيل سر الزواج.
الى جانب ذلك وعن موقفه من السينودس كان مارتن قد قال في وقت سابق أن ما هو مطلوب في الكنيسة هو “لغة جديدة لهذا الحوار بين تعاليم الكنيسة والتجربة المعاشة من الزوجين المسيحيين”، فبالنسبة الى الكثيرين، فإن اللغة الحاضرة في الكنيسة تبدو وكأنها تخبر الناس ما يجب القيام به. إن الخبرة المعاشة ونضال الزوجين يمكن أن تساعد في طرق فعالة أكثر للتعبير عن العناصر الأساسية لتعاليم الكنيسة.
ثم أردف رئيس الأساقفة مؤكدًا أنه يجب الإصغاء الى حيث يتكلم الله الى الكنيسة من خلال شهادة الأزواج المسيحيين الذين يناضلون ويفشلون ومن ثم يبدأون من جديد في الحالات الملموسة اليوم من قسوة الحياة وأيضًا يفشلون مرة أخرى. إن تجربة النضال والفشل قد توصل الى طريقة نعلن فيها تعليم الكنيسة حول الزواج والعائلة.
أما رأي البابا فرنسيس فكان مهمًّا جدًّا لأنه شرح بأنه يجب على الكنيسة أن تحتضن العائلات وتصغي اليهم من خلال شهادات الأزواج الذين يعانون مشبهًا الكنيسة بمشفى داخل ساحة معركة يستقبل الجرحى ويحضنهم ويغسل جراحاتهم ويعتني بهم. أراد البابا أن يكون السينودس منفتحًا على الجميع وطلب من الحاضرين أن يتناقشوا بالمواضيع قدر المستطاع وقدم البيان النهائي الى المجالس الأسقفية التي ستنقلها بدورها الى الجماعات المسيحية.
أخيرًا، إن تحدي السينودس هو إعادة إيقاظ حس أهمية رسالة المتزوجين في الكنيسة داخل المجتمع وقد طلب البابا المشاركة في الموضوع من طل أنحاء العالم وعلى الرغم من التعليقات السلبية التي ترددت حيال الموضوع يبقى الأهم أن البابا يهتم ويطلب آراء الجميع الذين من مسؤوليتهم أن ينتهزوا الفرصة بشكل جدي.
زينيت