أجرت زينيت مقابلة مع المونسنيور طوني أناتريلا، محلل نفسي ومتخصص في الطب النفسي الاجتماعي، ومستشار للمجلس الحبري للعائلة والمجلس الحبري لعالم الصحة وخبير لدى سينودس الأساقفة حول العائلة.
كان السؤال الأول حول الانطباع الذي شكله عن الأسبوع الاول من العمل الدؤوب فقال: “أولا، تكلم معظم الأساقفة بحرية كبيرة ومعرفة شاملة عن الحالات العائلية اليوم. هم ليسوا مطلعين فقط على القضايا المختلفة ولكنهم أيضا على اتصال مع رجال ونساء، وأطفال يعيشون باهتمام كبير الحياة العائلية في حين يواجه آخرون مشاكل خطيرة، ثم هم يحملون في داخلهم كل ما يشغل الأشخاص المعاصرين: هم يفكرون ويعبرون عن أنفسهم كرعاة حقيقيين ويصغون باهتمام كبير لبعضهم البعض. لا ينبغي التخلي عن أي أحد حتى ولو كان أسلوب حياته يختلف عما تقدمه الكنيسة باسم المسيح، فأن نتقبل لا يعني أن نعترف ونبارك جميع أنواع السلوكيات والممارسات وبخاصة عندما تكون بعيدة عن معنى الزواج والعائلة.
أما السؤال الثاني حول إذا ما كانت الاعتراضات تجري حقًّا داخل السينودس أجاب عليه بالقول: “الجميع يتحدث بشكل واضح، على الرغم من وجهات النظر المتضاربة أحيانا والكل يشارك بالتحليلات. إن المشاكل معقدة كثيرًا لذلك نحن في مرحلة مراقبة الوضع العائلي الحالي، ولا نزال بحاجة الى تشخيص الوضع ورؤية ما يمكننا القيام به. عروض الآباء وتبادلات الآراء تحدث بجو مسالم وهادئ، وفي جو أخوي، ولكن في حالات كثيرة يتوجب طرح عدة أسئلة حول مداخلة معينة. تجري المناقشات، سواء في الجمعية العامة أم في الأروقة أثناء فترات الراحة، بصراحة كبيرة ولكن ببراعة ودقة.
ثم سئل إن كانت الوثيقة التي صدرت يوم الإثنين والتي تكشف انفتاحًا كبيرًا قد تكون مؤشرًا الى أن الكنيسة قد فقدت مرجعيتها فأجاب: “إن الوثيقة التي تلخص عمل الأسبوع الأول ستكون عرضة للمناقشات. لقد انتقدت بشدة عندما تم عرضها في الجمعية العامة ولم يوافق عليها الآباء بالإجماع. لقد طُلب مراجعة النص في بنيته وفيما يتعلق بتقدم المطلقين الذين تزوجوا من جديد إلى الأسرارالى جانب موضوع الشذوذ الجنسي. وبعبارة أخرى، لا نخلطنّ بين المثليين جنسيا والشذوذ الجنسي الذي لا يمثل أي قيمة اجتماعية والموضوع نفسه ينطبق على المساكنة حتى ولو قادت الى زفاف. فمن الضروري أن نذكر أولا معنى الزواج المسيحي والعائلة الذي تم تسليط الضوء عليه بشهادة علمانيين حاضرين في المجمع.
هل صحيح بأن بعض الكرادلة يعارضون البابا؟ فأجاب أناتريلا: “ليست هناك معارضات للبابا، فالأب الأقدس هو مستمع، هو لا يتكلم، ولا يظهر أية علامات موافقة أو رفض بمعنى أم بآخر. إذا وفي أي وقت، طرح البابا قضية المطلقين الذين تزوجوا من جديد ولا يحق لهم التقدم من الأسرار، فهو لم يعطِ أية توجيهات معينة كي تتبعها الجمعية في بحثها بالموضوع. هو فقط وفي بداية الأعمال، دعا آباء السينودس إلى التحدث بحرية. يمكننا أن نتكلم معه في أوقات الفراغ وأن نطرح عليه أي سؤال كان. هو حاضر ويصغي ويعود الأمر إليه إن أراد وبعد انتهاء أعمال سينودس العائلة في تشرين الأول 2015 أن يصدر إرشادًا رسوليًّا حول العائلة. أما النص الأخير الذي يشمل أعمال هذا السينودس فسيقدم في 18 تشرين الأول 2014.
الى جانب ذلك سئل المونسنيور إن كانت المناقشات تركّز على مسألة المطلقين الذين تزوجوا من جديد فقال: “بلى، لقد طرح الموضوع عدة مرات، ولكنه ليس الموضوع الرئيسي لسينودس العائلة، لأنه وقبل كل شيء يدور الموضوع حول مسألة الأسرار أي يتعلق بالرابط الذي يجمع بين سر الزواج والإفخارستيا. وهنا مرة أخرى تَحِدّ وسائل الإعلام وأغلبيتها كاثوليكية، موضوع هذا المجمع على هذه النقطة، وقد تخيب توقعاتها. نحن نعلم أن في سر الزواج الذي يستند بشكل أو بآخر على سر المعمودية، يسير المسيح مع الشريكين الذين يعقدان قرانهما، هو يأتي ليقيم مع الرجل والمرأة اللذين اجتمعا باسم المحبة، تلك المحبة التي تلهم العلاقة الزوجية وتبنيها على رابط طويل الأمد. يتجاهل العديد من الكاثوليك مستوجبات سر الزواج ليتخطوا أزمات الحياة الزوجية.
***
(يتبع)
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية