طوّب البابا فرنسيس أمس البابا الراحل بولس السادس الذي رأس الكنيسة من 1963 الى 1978، في ساحة بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان وفي حضور البابا المستقيل بينيديكتوس الـ16، مختتماً مجمع الاساقفة الذي ناقش شؤون العائلة والذي أعاد الى الذاكرة اصلاحات المجمع الفاتيكاني الثاني.
تحت شمس خريفية، تلا البابا فرنسيس باللغة اللاتينية الصيغة المعتمدة، طالباً “جعل المكرم خادم الله بولس السادس طوباويا”. وحدد موعد عيده في 26 ايلول من كل سنة.
وعلى واجهة البازيليك، تدلى بساط احمر طبعت عليه صورة بولس السادس مبتسماً وفاتحاً ذراعيه.
واحتفل بتطويب بولس السادس، الذي انهى المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) الذي بدأه سلفه يوحنا الثالث والعشرون، وأنشأ “السينودوس”، في ختام سينودوس العائلة الذي دعا الى عقده فرنسيس، في حضور كرادلة العالم أجمع.
وكان الحبر الاعظم رفع في نيسان الى مصاف القديسين البابوين يوحنا الثالث والعشرين (1958-1963) ويوحنا بولس الثاني (1978-2005).
وغالبا ما يستشهد البابا فرنسيس ببولس السادس الذي ارسى كثيرا من اسس الكنيسة الحديثة، وإن يكن تعرض للانتقاد لرفضه عام 1968 الموافقة على استخدام حبوب منع الحمل.
ومطلع 2014، اعترف مجمع قضايا القديسين بالاعجوبة الاولى الالزامية التي تتيح تطويبه. وتمثلت بشفاء طفل اميركي عام 2001 كان مصابا بتشوّه خلقي في رحم أمه التي أوصاها الاطباء بالاجهاض ورفضت ذلك، رافعة الصلاة الى بولس السادس الذي كانت تكرمه. وبات الولد في الثالثة عشرة وهو في صحة جيدة.
مجمع الاساقفة للعائلة
وكان مجمع الاساقفة الكاثوليك للعائلة أقر السبت في ختام اجتماعات استمرت اسبوعين في الفاتيكان تقريره النهائي ولكن من غير ان يتمكن الاعضاء من الاتفاق على مسائل شائكة، هي موقف الكنسية من المطلقين المتزوجين ثانية والمساكنة والمثليين.
ويقدم التقرير عرضاً للمشاكل المتنوعة التي تواجه العائلة الكاثوليكية في القارات الخمس مثل احتضان الكنيسة للاشخاص الذين يعيشون في اتحاد حر والمثليين والمطلقين المتزوجين ثانية، وذلك في اطار عملية انفتاح ارادها البابا ولا يستسيغها المحافظون. وشارك 183 اسقفا في التصويت على 62 بندا وكان لا بد من اكثرية الثلثين لاقرار كل بند.
ولم تحصل ثلاثة بنود على هذه الاكثرية المطلوبة وهي تتعلق بحق المطلقين الذين تزوجوا مجددا في العودة الى كنف الكنيسة وطريقة التعامل مع المثليين.
وصرح ناطقون باسم الفاتيكان بانه “بالنسبة الى هذه النقاط لا يمكن القول إنه كان هناك اجماع في المجمع. الا ان هذا لا يعني انها رفضت بالكامل”.
والبندان اللذان وردا في النص النهائي ولم يحصلا على اكثرية الثلثين للموافقة عليهما يتناولان المطلقين الذين تزوجوا مجددا.
وهذا الامر يدل على الخلاف القائم بين الاساقفة الذين يريدون الحفاظ على “السلوك الحالي” والذين يطالبون بـ”ترحيب” محدود ببعض هؤلاء الاشخاص المشمولين بهذين البندين.
ويدعو النص النهائي للخروج من هذا المأزق الى “تعميق” تفكير الكنيسة حول هذه الاشكاليات وان تؤخذ في الاعتبار “الظروف التخفيفية” وخصوصا بالنسبة الى الزوج الذي يعتبر ضحية فشل زواجه.
اما البند الثالث فيتناول “النظرة الرعوية” الى المثليين، وجاء فيه ان هؤلاء الرجال والنساء يجب ان “يتم التعامل معهم باحترام” وعدم السماح بان يكونوا عرضة لاي “نوع من التمييز”. الا أن هذا البند يضيف أن “لا اساس يسمح بالتطرق الى اي أوجه شبه ولو بعيدة بين الاتحادات بين المثليين وتعاليم الرب حول الزواج والعائلة”. وحصول هذه البنود الثلاثة على عدد غير كاف من الاصوات لاقرارها يعني انها لم ترض بعض الاساقفة المحافظين، كما انها قد لا تكون ارضت ايضا بعض الليبراليين الذين اعتبروها غير كافية.
والقى البابا فرنسيس كلمة اعرب فيها عن ثقته بان السنة المقبلة ستتيح “انضاج الافكار المقترحة وايجاد الحلول الملموسة لعدد كبير من التحديات والمشاكل”. وقد دعا الى سينودوس آخر لهذا الغرض في 2015.