قال الرب ليعقوب في رؤيا السُّلَّم الصاعد إلى السماء : أنه سيكون معه ويحفظه حيثما ذهب؛ وأنه لن يتركه، وهو صادق في كل ما وعد وكمل وعوده… باركه الرب ووهبه حكمة محبوبة كاملة، وقد وجد نعمة عنده؛ لأنه هو المُجري حكمًا للمظلومين، والمعطي أجرة ونصيبًا مضاعفًا للذين يقبلونه… وهو الذي يجعل الأجير والحقير كبيرًا باتساع.. وهو يُرينا جيشه وملائكته في موضع سكناه // ويمنحنا بسخائه غير المحدود؛ كأمس وأول من أمس، حتى نُقرّ قائلين له يارب يارب : (صغير أنا عن جميع ألطافك وعن جميع الأمانة التي صنعتها مع عبدك).
رأى يعقوب السُّلَّم السمائي في نوم حلمه العجيب، ليكون ليس مجرد مؤمن بالوراثة، بل بالعِشْرة والخبرة والشركة، فذاق معاينة مراحم الله الواسعة، وتعرَّف على تعطفاته الجزيلة، وكيف أنه لا يجازينا حسب آثامنا ولا يصنع معنا حسب خطايانا… وهو ساكن معنا وماكث في داخلنا ليحفظنا حيثما نذهب، ثم يردنا إلى وطننا السمائي الأفضل الذي منه نُفينا؛ ليأخذنا إلى باب السماء ورهبة بيت الله، فنصادق جيش الملائكة… مع أبينا يعقوب أول من دشن بالزيت مكانًا للرب، وأول من نذر نذرًا في بيت إيل؛ حيث جيوش الطغمات والربوبيات والقوات، وحيث سكنى القديسين والوعود والبركات.
فليتَك يارب تباركني أنا الخاطئ أيضًا؛ وتكون يدك معي؛ وتوسع في تخومي وتُبعد عني الشر؛ كي لا يُتعبني… اذكرْ يا رب لعبدك كلامك الذي جعلتني عليه أتكلُ؛ هذا الذي عزاني في أرض مذلتي. وطهرني بالزوفا لأطهُر؛ وأنظر وجهك المريح وجهًا لوجه؛ لأن عندك النجاة والبراءة والخلاص وغفران الخطايا.
اسمعنا واستجبنا؛ فليس لنا آخر سواك؛ آباؤنا اتكلوا عليك فنجيتهم؛ اتكلوا عليك فنجوا وكل الذين نظروا إليك استناروا ووجوههم لم تخزَ. أمين