وكأن الازمات السياسية والمعيشية والاجتماعية التي تصيب اللبناني لا تكفي، فاليوم مع بداية السنة الدراسية وفيما التلاميذ تتحضر للعودة الى صفوفها يقف الاهالي امام محطة مثقلة بالمستحقات المتفاقمة ومع كل ما يرافق الاقساط من متطلبات ومكملات لا تعرف سقفاً ولا حدوداً…. في ظل تأزم الوضع المعيشي المتردي عاماً بعد عام.
فالاقساط المدرسية ليست الهم الاوحد للأهالي، بل تضاف اليها مكملات عديدة ابرزها: الكتب، القرطاسية، الحقائب المدرسية، الزي المدرسي والأحذية الرياضية … التي تشهد سنوياً وفق الأهل ارتفاعا ملحوظا في اسعارها….
شرّ لا بد منه….
فاذا استثنينا الاقساط في المدارس الخاصة التي تتراوح بين 2000 و 6000 دولار أميركي وقد يكون معدلها حوالي 3000 دولار اميركي، والكفيلة وحدها بارهاق كاهل المواطنين الرازحين وراء كم هائل من الديون، والتي أكد المسؤولون التربويين عدم زيادتها، اضافة الى تشديد ادارات المدارس الخاصة على مراعاة اوضاع المواطنين الاجتماعية وامكانية التقسيط الشهري…
لا كتب مستعملة هذا العام
تتوالى التكاليف التي تعتبر شراً لا بد منه حيث يتوجب على الاهل تأمينها قبل بداية العام:
الكتب المدرسية، التي تكون دائماً من اول الهموم، ورغم سعي الاهل الدائم لاستبدال كتب أولادهم القديمة بأخرى مستعملة توفيرا للمصاريف، أتت الضربة كبيرة هذا العام، حيث تم تغيير البرنامج الفرنسي وبالتالي تغيير طبعات الكتب، وفلا كتب مستعملة هذا العام، كما أن الاخوة لن يتمكنوا من الاستفادة من كتب بعضهم البعض.
وقد اكدت احدى اهم المكتبات اللبنانية لـ “الديار”، ان “المدارس التي تتبع البرامج الفرنسية كالليسيه، الجمهور، المون لاسال، راهبات العائلة المقدسة، راهبات القلبين الاقدسين وغيرها شهدت هذا العام تغييراً كبيراً في الكتب، فرغم أنه بات معروفاً أن البرنامج الدراسي الفرنسي يشهد تغييرات كل حوالي ثلاث سنوات، لكن التغيير هذا العام كان كبيراً” . وفي جولة سريعة على اسعار الكتب، تبين أن متوسط ثمن كتب تلميذ المرحلة المتوسطة يتراوح بين 400 و500 الف ليرة لبنانية، فيما يرتفع هذا المعدل عند تلاميذ المرحلة الثانوية حيث قد يصل سعر الكتاب الواحد الى 45 يورو أي ما يعادل 76 الف ليرة لبنانية…
كل هذا ناهيك عن أسعار القرطاسية من دفاتر واقلام -مستوردة – اضافة الى الحقائب التي تتحول الى سلعة تسعى الشركات والمكتبات لتسويقها عبر عرض صورها على اللوحات الاعلانية التي تجتاح الطرقات لمحاولة استدراج الطلاب وافراغ ما تبقى من فتات اموال في جيوب أهلهم..
زي مدرسي بـ 500 الف؟
بعدها يأتي الزي المدرسي الموحد، والثياب الخاصة بالرياضة الصيفية والشتوية… التي قد يتخطى ثمنها حيانا الخمسمئة الف ليرة لبنانية وفق تأكيدات الاهالي الذين لفتوا الى أن الادارات باتت اكثر تفهماً وتساهلاً.
كل هذا ولا ننسى وجبات الطعام الالزامية والنقل الخاص المعتمد في المدارس الخاصة، الى الدفعات الاضافية للمعلوماتية وتكلفة بطاقات التأمين الصحية وساعات الترفيه من رقص الباليه والعزف على الآلات الموسيقية والرياضات القتالية كالتيكواندو والجودو والكاراتيه الى العاب الكرة بانواعها المتعددة وصولا الى الرسم والخياطة وغيرها الكثير الكثير….
يبقى أن هذه النغمة ليست بجديدة، بل تتكرر سنوياً وتتحول عاما تلو الاخر الى مأساة تؤرق ايام المواطن وتغرقه في ديون تبدأ ولا تنتهي، فيما بات معلوماً أن لا حل لها سوى بتحرك وزارة التربية والتعليم العالي لتعزيز وتعويم ومراقبة التعليم الرسمي فيتمكن من استيعاب عدد أكبر من الطلاب خاصة أن التعليم الرسمي خاصة وأنه قد اظهر قدرته على تبوؤ المراتب الاولى بعد أن حازت الطالبة يارا طوني الزغبي من مدرسة بزيزا الرسمية، على المرتبة الأولى بمعدل العلامات في امتحانات الشهادة المتوسطة.
ليال جرجس
الديار