يعتبر شلال شير الدغلة في اعالي جرود بلدة مشمش، من اعلى الشلالات في محافظة عكار على ارتفاع يزيد على 1100 متر عن سطح البحر، وهو يتشكل من مجموع مجاري المياه الشتوية التي تعتبر من ابرز روافد مجرى النهر البارد. وهي تعبر وادي وطى مشمش الذي يضم العديد من مطاحن الدقيق المائية التي تعتبر من المعالم الاثرية والتراثية المهمة التي لا تزال تزين ضفاف مجاري الانهر، في غير منطقة عكارية، وبعضها قد تآكل وتهدم والبعض الاخر لا يزال صامداً يعاند الدهر، ويحتاج للترميم لتدور حجارتها من جديد.
منها على سبيل المثال، مطحنة “الطليان” التي تقع على بعد بضعة امتار من مسقط مياه شلال شير الدغلة المجهول لدى القسم الاكبر من ابناء هذه المنطقة، على ما يقول رئيس جمعية “بلدتي بيئتي” في عكار نزيه قمر الدين الذي يؤكد اهمية هذه المساقطات المائية التي تشكل لوحات جمالية محضونة بطبيعة كانت مصدرا للخير والرزق ومياهها تدير مطاحن كانت لسنوات خلت تؤمن الطحين لمعاجن الخير لصناعة الخبز في كل المنازل القروية قبل بزوغ فجر المطاحن والافران الحديثة.
ويشير الى ان هذا الشلال الذي “تهدر مياهه على ارتفاعات متعددة يصل علو بعضها الى اكثر من 45 مترا في حين ان مجراه ينحدر من ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر الى حدود 800 متر عن سطح البحر اي بمسار انحداري يصل الى حوالى 400 متر، وهذا من شأنه ان يشكل عامل جذب سياحي لهواة تسلق المرتفعات والنزول بالحبال من اعلى”.
ويلفت الى ان موقع الشلال وعلى مسافات متباعدة، يضم العديد من المطاحن المائية التي بالامكان اعادة ترميمها وتشغيلها كي تشكل مع هذا الشلال وبالغطاء الحرجي الحاضن لها، مساحة لشتى انواع الانشطة البيئية والسياحية. وامل في ان تحظى هذه المنطقة التي تحوي العديد من المواقع لطبيعية والاثرية اهتمام ورعاية الجهات المعنية، خصوصاً وان بلدة مشمش تضم اجمل واكبر مغارة طبيعية تكسوها مسلاّت الستالاكتي والستالاكميت وحتى الان لم يتم الافادة منها لتنشيط السياحة البيئية كعامل مهم في تدعيم اقتصاد ابناء هذه المنطقة المحرومة.
اما “مطحنة الطليان” على ما يقول احد معمري بلدة مشمش خالد الضناوي، فهي “من ابرز المطاحن التي كانت تدور حجارتها طالما ان المياه تتدفق في شلال شير الدغلة اي على مدى حوالي الـ 6 اشهر تبدأ مع بداية فصل الشتاء وهي مطحنة حجرية بناؤها على كثير من الاناقة والجمال والمياه كانت تصلها عبر قناة محمولة فوق واد على قناطر حجرية بنيت على نمط العمارة الرومانية نفسها وربما لهذا السبب اكتسبت اسمها “مطحنة الطليان”. ويشير الى ان هذه المطحنة توقفت منذ فترة، واخر من كان يتسلمها شخص من آل ابو زيد ومن اهالي بلدة مشمش.
عكار/ ميشال حلاق
النهار