صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى وكل المعنيين من أصحاب الضمير النيّر
يعيش لبنان حالة من التخبط والصراعات وكأننا أصبحنا “الرجل المريض” في ظل ظروف عصيبة وتحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية.
ويضغط الخارج بكل تشعباته ومصالحه ليفتك بدولة أصبحت متفتتة تسعى مؤسساتها للنهوض دون جدوى وتعبث فيها دويلات طائفية وحزبية.
إضافة إلى هذا الواقع، وكأننا اصبحنا منذورين للإنهيار والسقوط في ظل خطة ممنهجة يقودها أعداء الوطن وازلامهم في الداخل. وأتى انفجار مرفأ بيروت ليزيد الطين بلّة وينهك الوطن وبخاصة اقتصاده ونموه.
وما يزيد الواقع تشاؤما هو المخطط الجهنمي لترحيل المسيحيين من وطن كانوا هم بُناته وقلبه النابض.
وما يزيد الشعور بالاحباط هو استهداف المسيحيين في مواقعهم واعتبارهم الحلقة الأضعف. ويظهر هذا عند استدعاء المسيحيين إلى القضاء فتسقط الخطوط الحمراء وبينما في الطرف الآخر يُمنع عنهم المحاكمة والمحاسبة والملاحقة والتوقيف. وهذا ما نشهده في عدد من القضايا آخرها عين الرمانة ومرورا بقضية المرفأ. فهل يجوز توقيف مديرين عامين وموظفين مدة سنة واكثر من دون أي دليل اتهام واغلبيتهم من المسيحيين مثل بدري ضاهر وشفيق مرعي ونعمه البراكس وميشال نحّول وغيرهم؟؟…
صاحب الغبطة والنيافة واصحاب الضمير النيّر
يؤلمنا ما يحدث اليوم في قضية أصبحت واضحة للعيان وهي تهجير المسيحيين وترك أرضهم لتوطين الفلسطينيين والسوريين وغيرهم. وجودنا على المحك فلا صيف وشتاء تحت سقف واحد. أناس في السجن يتهدم مستقبلهم ومستقبل عيالهم وآخرون يسرحون ويمرحون لأن الخطوط الحمراء رفعت بوجه القضاء من طائفتهم. امهات وزوجات واخوة واخوات لبسوا السواد على أبنائهم والدمعة تخنقهم كل يوم والبعض يريد طمس الحقيقة وتشويه التحقيق من أجل الوصول إلى لفلفة الملف واخفاء الدليل…
نريد يا صاحب الغبطة والنيافة صرخة حق لا لجلاء الحقيقة وحسب بل للعدالة في وجه الظلم. إما إصدار الأحكام وإما إطلاق الموقوفين. أما المحاكمة العادلة ودولة القانون على الجميع أو سيادة القوة على منطق الدولة والأمعان في تفتيت أوصال الدولة…
دمتم يا صاحب الغبطة والنيافة على جهودكم في سبيل بناء وطن الإنسان ودام كل إنسان ومسؤول يعمل من أجل وطن الرسالة…
(اعتذر لأني اتكلم بلغة المسيحيين ولكني اتكلم بإسم مجتمع يعيش حالة إحباط وتململ لاني ما سعيت يوما الا ان يكون لبنان طائفتي واللبنانيون اخوتي واخواتي)
الخوري طوني بو عسّاف