تجمع العشرات من الصحافيين العاملين في الصحف القومية المصرية مساء أمس، على سلالم نقابة الصحافيين وسط القاهرة، وهتفوا ضد التعيينات الصحافية الأخيرة التي أعلن عنها المجلس الأعلى للصحافة السبت الماضي. وبحسب المتظاهرين، فإنّ رؤساء التحرير الجدد غير مؤهلين لإدارة المجلة، واختيارهم تم بسبب مواقفهم السياسية المؤيدة للنظام الحالي وليس بسبب كفاءتهم، وأنّ المؤسسات نفسها تحوي أسماء أقدم وأفضل من الناحية المهنية.
صباح يوم السبت الماضي (28/6) كان أغلب المصريين يستعدون لاستقبال أول أيام شهر رمضان، ولم يختلف الامر كثيراً مع الصحافيين المصريين، لذلك لم يهتم أغلبهم بالاجتماع الذي عقده المجلس الأعلى للصحافة واستمر لمدة خمس ساعات كاملة في مقر الشركة القومية للتوزيع في منطقة رمسيس. حضر الاجتماع كل من رئيس المجلس الأعلى للصحافة جلال عارف، وأمينه العام صلاح عيسى، ووكيل المجلس حسن عماد مكاوي، وحضر أعضاؤه كريمة كمال، ومحمد سلماوي، وكمال حبيب، إضافة إلى نقيب الصحافيين ضياء رشوان. وبمجرد انتهاء الاجتماع، أعلن المجلس عن تغييرات شملت أغلب رؤساء التحرير في المؤسسات القومية، عند إعلان الأسماء رسمياً انتفض العديد من الصحافيين ضدّ التغييرات.
منذ إعلان اسماء رؤساء التحرير الجدد فشل سيد أبو اليزيد رئيس تحرير صحيفة «عقيدتي» الإسلامية التي تصدر عبر مؤسسة «الجمهورية» في دخول مكتبه. فوجئ الرجل بعشرات الصحافيين من المؤسسة يتظاهرون ضده. يقول هؤلاء لـ«السفير» إنهم يرفضون تعيينه، لأسباب عدّة، منها أنه «غير مؤهل لإدارة صحيفة دينية تهدف لنشر الإسلام الوسطي، لأنه لم يعمل من قبل في هذا الملف، معتبرين أنّ الصحيفة تحوي أسماء أفضل، ولديها خبرة أكبر.
ما حدث مع أبو اليزيد فقد تكرر مع فاطمة سيد أحمد رئيسة تحرير مجلة روز اليوسف، التي لم تنجح حتى الآن في استلام مكتبها وبدء العمل، بسبب التظاهرات المعارضة لها في المجلة. لكن الجديد هنا هو أنّها حررت محضر ضد ثلاثة من صحافيي المجلة بقسم قصر النيل تتهمهم فيه بانهم حاولوا التحرش بها أثناء تظاهرهم ضدها. الصحافيون رفضوا ذلك الاتهام، معتبرين أنها تحاول الانتقام منهم بسبب رفضهم لها.
مؤسسة «دار الهلال» شهدت بدورها تجمّع العشرات من صحافييها أمام مكتب سعد القرش الذي جعلته التغييرات الجديدة رئيساً لتحرير «كتاب الهلال». ورغم أنه حاول فتح حوار مع الصحافيين لكنهم صمموا على موقفهم، رافضين العمل معه.
الأزمات تكررت أيضاً مع صحافيي دار التعاون ومؤسسات قومية أخرى. كلّ ذلك جعل نقابة الصحافيين تعقد اجتماعاً طارئاً مساء أمس الأربعاء، ناقشوا فيه كيفية الخروج من هذا المأزق، مؤكدين أنّ هناك حلولاً للأزمة ستظهر خلال 24 ساعة.
منظمات مجتمع مدني وأحزاب رفضت طريقة اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، معتبرة أنّها أشبه بالطريقة التي كان يسير بها الأمر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. حزب «الجيل الديموقراطي» قال في بيان له إنّ قرار المجلس الأعلى للصحافة الأخير بتعيين رؤساء جدد للمطبوعات القوميّة غير دستوري، وغلب عليه الشلليّة وتسكين الأصدقاء في رئاسة تحرير، وهم لا يملكون مؤهلاتها، وجعل البعض يجمع بين سلطة الإدارة وسلطة التحرير في سابقة لم تحدث من سنوات، وكان فصل الملكية عن التحرير مطلبا دائما للجماعة الصحافيّة».
مصطفى فتحي / السفير