صدر الجزءان الخامس والسادس من سلسلة “البطريرك صفير حارس الذاكرة ” للزميل جورج عرب، اصدارا ثانيا بدعم المهندس روني عبد الحي ، وللمناسبة نظمت دار “قنوبينا للطباعة والنشر” حفل تقديم الجزءين على مسرح مدرسة سيدة اللويزة – زوق مصبح.
وحضر ايلي زيتوني ممثلا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني، غسان شكرون ممثل وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده، مارون مارون ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، النائب شوقي الدكاش،
رئيس المجلس الإقتصادي الإجتماعي شارل عربيد، القاضي ناجي خليل ممثلا الوزير السابق وديع الخازن، نقيب المحررين الياس عون، القضاة: صقر صقر، الياس عيد وسميح صفير، رئيس مجلس ادارة كازينو لبنان رولان خوري ، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، وحشد من المهتمين .
قدمت الإحتفال الإعلامية ندين شلهوب متحدثة عن “ثوابت البطاركة الموارنة الروحية والوطنية التي تحصلت منذ مار يوحنا مارون البطريرك الأول حتى البطريرك الحالي بشارة الراعي”، مشيرة الى “مواقف البطريرك نصر الله صفير المندرجة في هذا السياق التاريخي، والمتجلية في مذكراته التي كتبها بأدق التفاصيل، حارسا حيزا كبيرا من تاريخ الكنيسة ولبنان”.
ثم كانت كلمة أنطوان صفير حول “أحداث ولاية البطريرك صفير منذ 1986 حتى 2011، وقد تعامل معها بثبات وجرأة ووضوح، واضعا مشروع قيام الدولة في أولوياته”.
وقال: “هذا حارس الذاكرة في جزءيه الخامس والسادس يطل من جديد ليطلعنا على ما حفلت به أيام لبنان زمن البطريرك صفير، ومختصر القول أنه زمن رفض الفراغ والإفراغ الرئاسي والدستوري، وشجب الحروب الداخلية بين أبناء القضية الواحدة، ومعارضة التطبيق الإستنسابي لإتفاق الطائف. وكم يشبه اليوم الأمس وكم نحتاج الى حكمة الرجل الكبير، البطريرك صفير، هو الصامت في زمن الثرثرة المتمادية، يقول كلمته ويمشي فلا تراجع عنده ولا تلكؤ ولا مواربة ولا رياء ولا تمسيح جوخ”.
وأضاف:”حارس الذاكرة هو كتاب سيشكل ولا شك للباحثين مادة غنية تضيء على مراحل خطيرة ومهمة من تاريخ لبنان الحديث، ودور بكركي في صناعة القرار وتحديد الخيار، وخصوصا رفضها للتبعية بكل صورها. أن حارس الذاكرة هو تأريخ للمقاومة السلمية حين قاد البطريرك صفير معارضة سوريا في لبنان، وكان مؤمنا ان المعارضة يجب أن تتخذ بعدا وطنيا لتعطي جدواها، ولا يمكن أن تنجح بدون مشاركة اسلامية فيها، وتمسك بهذه المشاركة ليس فقط لتفعيل المعارضة بل لتأكيد وحدة لبنان بصيغة عيش أبنائه المشترك الواحد”.
وتابع:”من هذا المنطلق، فتح البطريرك صفير أبواب بكركي لتقبل التعازي باستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد”.
ضو
ثم تحدث الأباتي أنطوان ضو بعنوان من “تاريخ الأزمنة للبطريرك اسطفان الدويهي الى حارس الذاكرة للبطريرك صفير”.
وقال:”أدب المذكرات فيه الكثير من الروايات والاخبار السرية، الدقيقة وغير الدقيقة، الا انه ليس كتابا تاريخيا علميا. المذكرات فيها الكثير من الانطباعات الشخصية والاقاويل والفكاهة، والدفاع عن الذات، والاحكام على الآخرين، والبوح في العلن بما كان يقال في المجالس بالامانات”.
وأضاف:”المذكرات مشوقة، تجذب الناس الى قراءتها، وتدخلك في نجومية الشهرة، الا انها في الوقت ذاته تخلق لك المتاعب الى حد الفتور والمقاطعة أحيانا. لنشر المذكرات أصوله العلمية والأخلاقية، ولا نفرق بينهما. الأمانة العلمية لا تسمح بتغيير النص، وحذف المقاطع والجمل. ولكن تجاه الكشف الباكر عن محتوى المذكرات برر الناشر الصديق جورج عرب تأجيل بعض الصفحات والمقاطع والجمل”.
وختم: “شكرا للبطريرك نصرالله صفير على قلمه السيال، ومذكراته المستفيضة، التي فيها الكثير من الاخبار عن فترة تاريخية هامة من تاريخ لبنان”.
ثم كانت كلمة للمهندس عبد الحي جاء فيها: “منذ انتخابك بطريركا عام 86 وحتى قبول استقالتك عام 2011، كان حجم المسؤوليات أكبر من أن يحملها إنسان وحده. يوم كان صوت المدفع صاخبا وبعده زمن الوصاية أليما، كان صوتك الهادئ الأعلى وكلماتك القليلة تحفر في ضمائر الوطنيين. أنا أذكرها ولم أنسها لحظة”.
وأضاف:”إستوقفني جدا ذاك النمط الذي تبعه البطريرك صفير في يومياته، من المشي صباحا كل يوم الى توثيق كل إجتماعاته كي لا يضيع أي تفصيل أو ينسى أي نقاش. كنت أقصدك أنا ورفيقي الشهيد رمزي عيراني، كي نشكو لك صعوبة يومياتنا والملاحقات التي كنا نعاني منها، ويومها قال لك رمزي سيدنا نحن مضطهدون، فمازحته قائلا: هنا سيدنا وهناك سيدنا”.
وتابع:”وعدنا لك أبينا البطريرك أن نعيش مسيحيتنا في وطن الرسالة ونكون نقطة الماء المستمرة التي تحفر عمق الصخر”.
بعد ذلك، حيا الناشر الزميل عرب مبادرة المهندس عبد الحي، وشكر “الحضور والمتحدثين في الندوة وسائر المهتمين”.
وقال: “منذ كانت الاصدارات قبل عشر سنوات وهي تتوالى، أدركت ان اشكالات كثيرة سيثيرها نشر أوراق شخصية في موقع المسؤولية الأول، وهي على قيد الحياة وأبطال هذه الأوراق أحياء، وواجهتني صعوبات وتحديات، وتعرضت لاغراءات وضغوطات، وعرفت تساؤلات واشكالات وتجنيات زادتني كلها تمسكا بوفائي وأمانتي لوصية البطريرك صفير، بنشر أوراقه كاملة بدون تحريف أو تأويل أو اجتهاد”.
وختم بسؤال “الله أن يحفظ البطريرك الكردينال صفير ذخيرة من ذخائرنا الحية المقدسة، وأن يعطي خلفه البطريرك الكردينال الراعي قوة متابعة المسيرة بسلام وأمان”.
وكان توقيع للكتابين وتقديمهما هدايا للحاضرين.
وطنية