“إغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون”، هو الرد الأنسب على من أنشأ صفحة “فايسبوكية” في 6 تشرين الأول، بهدف اشعال فتنة كلامية بين المسلمين والمسيحيين، عبر نشر صور وتعليقات مسيئة الى السيد المسيح والسيدة العذراء.
خلال ثمانية أيام جذبت الصفحة 230 شخصاً كتبوا تعليقات وردوداً على ما نشره، 60 منهم فقط عبروا عن تأييدهم، فيما كال له الباقون الشتائم. ووقع بعضهم في الفخ وسارع الى تناول المسلمين ونبيهم، فحملت الصفحة تعليقات مسيئة للديانتين بالصور والكلمات، وتدارك آخرون الأمر ودافعوا عن الاسلام كديانة تحترم الآخر، ليتلقى صانع الصفحة الضربة المؤلمة من مسلمين دخلوا المعركة مدافعين عن المسيحية، مستنكرين فعلته.
تشويه الأديان ليس غريباً على العرب أو اللبنانيين. سبق ان تعرض النبي محمد للاساءة ووقف الجميع بوجه هذه الحملات، مسلمين ومسيحيين. ولا نكشف اليوم عن هذه الصفحة الحقيرة لإشعال غضب أو اشعار صاحبها بأهمية ما أنجز خصوصاً ان هدفه إثارة البلبلة، بل ليتخذ المعنيون الاجراءات القانونية في حق المرتكب الطائفي “الفايسبوكي” من جهة، وازالة الصفحة من جهة.
وقد تبين أن مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية في لبنان، على علم بالصفحة ويرصدها في شكل مستمر. وفي السياق، أكدت مصادر أمنية لـ”النهار” ان “المكتب أرسل كتاباً الى قيادة قوى الأمن الداخلي لإعلامها بالأمر والموافقة على فتح محضر وبدء التحقيق، والى حين وصول الموافقة يواصل المكتب مراقبته الصفحة وتحضير المعطيات المطلوبة”. ولفتت الى أن “صانع الصفحة يستخدم “IP” من دولة عربية، لكن ما لاحظناه ان غالبية الناشطين الذين ردوا على الصفحة لبنانيون، لهذا ننتظر الموافقة على فتح المحضر وإخبار الانتربول الخاص بالدولة العربية”.
محمد نمر / النهار