قدّم الزميل جورج عرب، ناشر مذكرات الكاردينال نصر الله صفير ويومياته الأصلية في سلسلة «حارس الذاكرة»، الجزء الرابع من هذه السلسلة للعام 1988، إلى صفير في بكركي، في حضور داعم الإصدار غسان جوزف خوري. ويتناول مذكرات وقائع الأزمة الوطنية التي عرفها لبنان بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل، وتعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتكليف قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون برئاسة حكومة عسكرية انتقالية، وحصول حروب عون – جعجع، ثم إنهاء حال الحرب باتفاق الطائف، وحصول تسوية انتخاب الرئيس الشهيد رينه معوض، فالرئيس الراحل الياس الهراوي. وكتب صفير تفاصيل اللقاءات والاجتماعات والاتصالات السرية والمعلنة المتصلة بتلك المرحلة. ونقل الناشر، كما في الأجزاء السابقة، وثائق المذكرات الأصلية بحرفيتها، فأورد صورة كل وثيقة بخط البطريرك يقابلها مضمونها مطبوعاً لإتاحة قراءتها من دون زيادة أو تحوير أو اجتزاء.
وتكشف وثائق المذكرات الدور الذي اضطلع به صفير بتنسيق مع السفير البابوي آنذاك لوتشيانو أنجيلوني، فشكّلا معاً خلية عمل دؤوب منظم متواصل يومياً مع وزارة خارجية الفاتيكان. وتضيء الوثائق بالتفصيل على لقاءات صفير في لبنان وخارجه، وبخاصة في روما، مع السفراء والمبعوثين الدوليين وبعض القيادات اللبنانية التي أجمعت على دفع تسوية الطائف الى النور.
وشكر صفير عرب على جهده مقدراً أمانته الموضوعية في نشر الوثائق بحرفيتها من دون أي تعديل. وشكر دعم خوري لهذا العمل التأريخي. وتسلّم عرب من صفير مقدمة الجزء الخامس الذي يغطي وقائع حوادث العام 1989، والذي هو قيد الإصدار. وتتضمن المقدمة إشارة إلى توالي إصدار سلسلة “حارس الذاكرة” واستكمالها حتى العام 2011 حين استقال صفير، وتوقف عن كتابة مذكراته.