توجّه قداسة البابا فرنسيس عصر الخميس إلى ساحة إسبانيا في روما للصلاة عند أقدام تمثال العذراء سلطانة الحبل بلا دنس، وفي وسط حشد من المؤمنين وعدد من الفعاليات المدنيّة رفع الأب الأقدس الصلاة إلى مريم العذراء طالبًا حنانها وموكلاً إليها جميع الذين أوكلهم الله إليه وقال:
يا مريم أمنا البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة، في يوم عيدك آتي إليكِ، ولست وحدي: أحمل معي جميع الذين أوكلهم ابنك لي، في مدينة روما وفي العالم بأسره، لكي تباركيهم وتنجّيهم من المخاطر.
أحمل إليك أيتها الأم، الأطفال ولاسيما الوحيدين والمتروكين، والذين يتمُّ خداعهم واستغلالهم. أحمل إليك أيتها الأم، العائلات التي تسير قدمًا في حياتها والمجتمع بالتزاماتها اليوميّة والخفيّة، وبشكل خاص العائلات التعبة بسبب المشاكل الداخليّة والخارجيّة. أحمل إليك أيتها الأم، جميع العمال رجال ونساء وأكل إليك بشكل خاص، من، وبسبب الحاجة، يجتهد ليقوم بعمل نابٍ وغير لائق ومن فقد عمله أو لا يمكنه أن يجد عملاً.
جميعنا بحاجة لنظرتك الطاهرة لنجدد مجدّدًا القدرة على النظر إلى الأشخاص والأمور باحترام وامتنان، بدون مصالح أنانيّة أو رياء. جميعنا بحاجة لقلبك الطاهر لنحب بشكل مجّانيٍّ بدون أهداف شخصيّة وإنما لمجرّد البحث عن خير الآخر، ببساطة وصدق متخلّين عن الأقنعة والمظاهر. جميعنا بحاجة ليديك الطاهرتين لنعانق بحنان ونلمس جسد يسوع في الإخوة الفقراء والمرضى والمرذولين، ولِنُنهض من سَقط ونَعضُدَ من المُتردِّد، لنذهب للقاء من لا يعرف كيف يقوم بالخطوة الأولى ونسير على دروب من أضاع الطريق ونذهب للقاء الأشخاص العُزَّل.
نشكركِ أيتها الأم لأنّك من خلال إظهار نفسك لنا بريئة من الخطيئة، تذكِّريننا أن قبل كلِّ شيء هناك نعمة الله ومحبّة يسوع المسيح الذي بذل حياته لأجلنا وقوّة الروح القدس الذي يُجدِّد كلَّ شيء. لا تسمحي بأن نستسلم لليأس وإنما اجعلينا، وإذ نثق بمعونتك الدائمة، نلتزم لنجدِّد أنفسنا وهذه المدينة والعالم بأسره. صلّي لأجلنا يا والدة الله القديسة!
إذاعة الفاتيكان