كانت خبرة الجمعية العامة الخامسة عشرة لسينودس الأساقفة التي انتهت للتو محور كلمة البابا فرنسيس قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس.
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي، وأراد في بداية كلمته إلى المؤمنين والحجاج التذكير بالاحتفال صباح اليوم في بازيليك القديس بطرس بالقداس الختامي للجمعية العامة لسينودس الأساقفة حول الشباب. ثم توقف عند قراءة اليوم من سفر إرميا: “لأنه هكذا قال الرب: هللوا ليعقوب بالفرح واهتفوا لرأس الأمم. أسمعوا وسبحوا وقولوا: “خلِّص أيها الرب شعبك، بقية إسرائيل. هاءنذا أعيدهم من أرض الشمال وأجمعهم من أطراف الأرض وفيهم الأعمى والأعرج الحُبلى والوالدة جميعا. جمعٌ عظيم يرجع إلى هنا. يأتون باكين وأَهديهم متضرعين، وأُسيرهم إلى مجاري المياه في طريق مستقيم حيث لا يعثرون لأني أبٌ لإسرائيل وأفرائيم بكرٌ لي”. (ار 31، 7-9).
وقال قداسة البابا إن هذه القراءة تتماشى بشكل خاص مع هذه اللحظة، وذلك لكونها كلمة رجاء يوجهها الله إلى شعبه، كلمة عزاء تقوم على كون الله أبا لشعبه، يحبه ويرعاه كابن (راجع ار 31، 9)، ويفتح أمامه أفق مستقبل، طريقا مستقيما حيث لا يعثر. وشدد قداسة البابا على أن رجاء الله ليس سرابا بل هو وعد لأشخاص حقيقيين لهم حسناتهم وعيوبهم، قدراتهم وضعفهم.
وأضاف البابا فرنسيس أن كلمة الله هذه تعبِّر بشكل جيد عن الخبرة التي عشناها خلال السينودس كلحظة عزاء ورجاء وذلك من خلال عمل شاق، وفي المقام الأول لحظة إصغاء، والإصغاء يتطلب الوقت والانتباه وانفتاح العقول والقلوب. إلا أن هذا العمل الشاق كان يتحول يوميا إلى رجاء بفضل الحضور الحيوي والمحفز للشباب. وعبر الإصغاء حاولنا قراءة الواقع، قال قداسة البابا، والتعرف على علامات أزمنتنا، وتحدث بالتالي عن تمييز جماعي في ضوء كلمة الله والروح القدس. وشدد قداسته على ما وصفها بعطية هي من بين الأكثر جمالا يمنحها الله للكنيسة الكاثوليكية، أي جمعها لأصوات ووجوه من واقع متعدد الأشكال، وذلك لمحاولة تفسير يأخذ بعين الاعتبار الظواهر الغنية والمركبة، وذلك دائما في ضوء الإنجيل. وتحدث قداسته عن مناقشة المشاركين في السينودس كيفية السير معا عبر تحديات عديدة مثل العالم الرقمي وظاهرة الهجرة، معنى الجسد والجنس، مأساة الحروب والعنف.
وعن نتائج الجمعية العامة الخامسة عشرة لسينودس الأساقفة قال البابا فرنسيس إن النتيجة الأولى هي نموذج المنهج الذي حاول السينودس اتباعه منذ مرحلة التحضير له. وتحدث البابا عن أسلوب مجمعي ليس هدفه الأساسي إصدار وثيقة رغم أهميتها وفائدتها، فالأهم من الوثيقة أن ينتشر أسلوب للكون والعمل معا، شبانا ومسنين في إصغاء وتمييز، وذلك للتوصل إلى اختيارات رعوية تجيب على الواقع.
وفي ختام كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي طلب البابا فرنسيس شفاعة مريم العذراء أم الكنيسة، وأوكل إليها شكر الله على عطية هذه الجمعية السينودسية. وتابع قداسته أن العذراء هي مَن ستساعدنا اليوم على مواصلة هذه التجربة بدون خوف في الحياة اليومية للجماعات. وتضرع قداسته كي يجعلنا الروح القدس ننَمي ثمار عملنا لنواصل السير مع شباب العالم بأسره.
فاتيكان نيوز