وحيد انا هذه الليلة الممطرة، وحيد مع خوف رجل اخبرني بأنه مصاب بسرطان اللسان وخوفه زاد الرعد في قلبي.
وحيد انا هذا الصباح، وحيد مع جروحات امرأة اكتشفت خيانة زوجها، جراحاتها اذبلت زهور نافذتي.
وحيد انا هذا اليوم مع شعور اضطهاد ورفض تركه مثلي الجنس في كرسي الاعتراف حيث بكى بطرشيلي.
وحيد مع إنسانيتي الضعيفة… نسوا إني أتيت من بيوتهم، من عائلاتهم، نسوا إني قريبهم، نسوا إني انتمي الى جلبتهم الترابية، نسيانهم هذا وضع على وجهي قناعا ملونا لكل الفصول.
.عذرا لا أستطيع ان اصلي من اجلهم يا رب. كيف ارفعهم بصلاتي كالبخور أمامك والفحمة رماد… كيف أسندهم بالرجاء وطريقي الى بيت قربان كنيستي مزروع زؤان الانشغالات والانهماكات فضعت في ظلمة اليأس.
أزورُ أجسادهم المريضة وجسدي في وحدته يدّعي العافية.
أجلس مع قلوبهم الممزقة وقلبي متروك يجلدُ بسوط الشهوة. أمسح دموعهم بأسفنجة كأس الذبيحة ودموعي تسقط خلسة في خفاء السكرستيا.
كيف تدعو يا رب ضعيفا الى خدمة قطيعك؟ تريدني راعيا صالحا ونسيت أن للراعي خوف كبطرس وخيانة كيهوذا، وشك كتوما، وشهوة كاوغوسطينوس؟
هل تعلم أني أخونك في النهار سبعة وسبعين مرة؟
هل تعلم أني لم أكن أمينا في حسابات صندوق الكنيسة؟
هل تعلم أني أشتهيت جسد من سلّم علي اليوم؟
هل تعلم أني أحرقت كتاب صلاتي عندما توفت والدتي؟
هل تعلم إني أزحف الى السلطة ملتحفا بجبتي مار شربل، ونعمة الله؟
هل تعلم أني انتهزت الفرصة ككاهن لاوظف اقاربي واوزع الحصص كما أرغب؟
كاهن دودةٌ انا .
أستغفرك أيها المصلوب على خشبة دعوتي.
أستغفرك بحق دموعك التي ذرفت على لعازر صديقك في القبر،
أستغفرك بحق صرختك على الصليب: إلهي إلهي لماذا تركتني
أستغفرك بحق كفنك المبلل دماء وماء
إغفر ضعفي، ولكن أردت اليوم أن أكون عريانا أمامك لا احتشم الا بخطيئتي. هل يكون اليوم الخلاص لهذا الانسان؟
إغفر ضعفي في سنة الرحمة هذه، ولا تغسل قدميّ فقط بل كل كلّني…
Zenit