تحقيق ريما يوسف
“أنا متى ارتفعت جذبت إلي الناس أجمعين”، آية من الكتاب المقدس ارادها القيمون على مشروع الصليب في اجدبرا – قضاء البترون ان تتوج هدف باكورة عملهم الذي وضع فكرته الاب شربل خشان، حلم اراده ان يكون منارة تربط الساحل بالجبل، ولم لا؟ فالصليب هو المنارة التى أوقد عليها المسيح نور العالم والذي من قبله صرنا نورا للعالم.
يعتبر مشروع الصليب الاول من نوعه في لبنان والعالم، وهو مكون من صليب من الباطون بارتفاع 60 مترا سيبنى على تلة بلدة اجدبرا الوديعة المسيجة بالاخضرار الدائم بشجر الزيتون.
الاب خشان: بناؤه في خلال سنة
وفي حديث “للوكالة الوطنية للاعلام” شرح الاب خشان ان فكرة “بناء الصليب راودته منذ ثلاثة أعوام عندما وقع صليب من الحديد كان بطول ثمانية أمتار نصبه اهالي البلدة ايام الحرب وكانوا يقيمون القداديس قربه كل عيد صليب في 14 ايلول، وكان موجودا على عقار لرعية مار سابا وتقارب مساحته 50 الف متر، وبما ان المساحة كبيرة رغبت الرعية باستثماره من خلال انشاء مشروع انمائي وروحي وتربوي واجتماعي وسياحي وبيئي، وقمت باستشارة عدد من المهندسين، وبدأ الرب يفتح في وجهنا ويرشدنا الى مهندسين كبار قاموا بأهم الاعمال الهندسية في بيروت. الروح القدس كان معنا بكل التفاصيل الدقيقة وبتسهيل كل الافكار”.
أما عن مدة بنائه فتمنى خشان “ألا يستغرق أكثر من سنة وبخاصة أننا بدأنا ببناء الاساسات وبوجود الخيرين، وقد اعتمدنا سياسة التبرع بحيث ان المساهمة في مستوى واحد يعادل 5 أمتار ب 20 الف دولار او المساهمة ببناء متر ب 5000 دولار بدرجة واحدة او اي مبلغ آخر، وذلك كله عبر الحساب الخاص بالصليب تسهيلا لمتابعة اعمال البناء”، مضيفا ان “البطريرك الراعي سيقوم بزيارة الى الموقع بعد عيد الفصح المجيد للمباركة”.
وأشار إلى أن “القيمين على المشروع هم لجنة وقف مار سابا، اجدبرا، بالتعاون مع جمعية نجمة السلام، بلدية اجدبرا والمجتمع الاهلي”.
مكونات المشروع
اما عن مكونات المشروع، فقال: “الصليب هو الجزء الاول منه وذلك لما يحمله من رمزية روحية وطمانينة نفسية في زمن الخوف والقلق على المصير. طوله 60 مترا وعرضه 5 امتار ب 5 امتار، وبعد منتصفه 4 أياد معلقة في الهواء، تكون الصليب، ومن اول اليد الى آخر اليد الاخرى 22 مترا، والواجهات من زجاج، وواحدة منها تضم كنيسة يصمد فيها القربان المقدس باستمرار، مع وجود كهنة دائمين، اما الثلاثة الباقون فمخصصون للزوار وللمؤتمرات والمعارض والندوات الدينية والثقافية والاجتماعية والروحية، ويصل الزائر اليهم عبر سلالم تؤلف درب الصليب تربطهم ايقونات من الولادة الى القيامة للسيد المسيح، او مصعد طويل يقف في ثلاث محطات حسب ارادة الزائر. وهو مبني ضد الهزات والريح، وفي أسفل الصليب مساحة 3000 متر فيها بستان زيتون يجسد بستان الزيتون في القدس اي الجسمانية، وممكن ان يتحضر الشخص للصلاة لتكملة مشواره الى فوق، وذلك عدا التلة التي تطل على باقي المناطق وهي مخصصة للراحة والاستجمام والتنزه والتي ستكون ملاذا للعائلات وخصوصا لغير الميسورة ولكل راغب في تمضية العطل من خلال المشاركة في انشطة رياضية ترفيهية صديقة للبيئة، اضافة الى منطقة مخصصة للمخيمات الشبابية بهدف تربيتهم على الحوار والسلام وحب الطبيعة وسيصار الى بناء مركز دائم لهذا الغرض”.
وختم مشيرا الى هذا “المشروع يحمل وجها دينيا تبشيريا للصليب”.
الصليب يحمل في طبيعته أقوى درجات الحب وأعمقها، وهو وسيلة للتحرر من الذات وصلبها، والتأمل المتواصل في صليب ربنا يكسب النفس حرية وسلاما وقوة وغفرانا.
قال السيد المسيح “من اراد ان يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني”. عسى ان يتبع اصحاب الأيادي البيضاء الطريق للوصول الى الغاية المنشودة…ف “أنا هو الطريق والحق والحياة”.
وطنية