كتب بسام ابو زيد في نداء الوطن بتاريخ 04 نيسان 2022
يتحمل الناخب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان مسؤولية أساسية في تقرير مصير البلد، وعليه بالتالي ألّا يفكر أمام صندوق الإقتراع سوى بمستقبله ومستقبل أولاده وضرورة البقاء في البلد الذي يملك الكثير من المقومات التي تجعله دولة مرموقة إذا قرر أبناؤه ذلك.
في الانتخابات المقبلة على المقترع ألّا يمنح صوته لأي لائحة ومرشحيها، تورّط من شكّلها ومن يدعمها في ممارسات السلطة منذ سنوات وحتى اليوم ما أدى إلى سقوط الدولة وتحوّلها إلى دولة فاشلة لا تملك قرارها في السياسة والسلم والحرب، وأجبرها على معاداة كل الأصدقاء في العالم العربي وفي الغرب وجعل من لبنان كياناً معزولاً يدور في فلك دول فاشلة وأخرى منبوذة عالمياً يعيش أهلها في أوضاع اقتصادية ومعيشية متدهورة ويعانون من حالة حروب دائمة في الداخل والخارج.
في الانتخابات المقبلة على المقترع ألا يمنح صوته لمن تواجد في سلطة دمرت اقتصاد البلد وهدرت عشرات مليارات الدولارات فخسر اللبنانيون ودائعهم وأموالهم، وفشلت في بناء واستمرار الحد الأدنى من البنى التحتية وأصدق مثال على ذلك الكهرباء.
على المقترع ألا يمنح صوته لمن يتبادلون على مرِّ الأيام والأشهر والسنوات إتهامات بالفساد والسرقة والعرقلة ويوترون الأجواء في البلاد ويبحثون عن ذرائع لتبرير فشلهم، ليعودوا ويتحالفوا في لوائح انتخابية لا هدف منها سوى كسب مقاعد نيابية لتعود بعدها «حليمة إلى عادتها القديمة».
على المقترع ألا يمنح صوته لمن أصبح فجأة يريد حماية حقوق الناس وهو المساهم الأول في وصول واستمرار من يصفهم بالمرتكبين في مواقع السلطة.
على المقترع ألا يمنح صوته لمن يستجدي حماية من فريق مسلح غير الدولة، وعليه ألا يمنح صوته لمن يشكك بقدرة الجيش اللبناني على حماية البلد، وعليه ألا يمنح صوته لمن يريد لبنان منصة لمشاريع خارجية لا تضع مصلحة لبنان واللبنانيين فوق كل اعتبار، وعليه ألا يمنح صوته لمن استسلم لكل ما سبق في سبيل منصب لن يجني منه لبنان سوى المزيد من المعاناة والإنهيار.
كل اقتراع إلى جانب هؤلاء هو مساهمة في تهجير وهجرة من تبقى من اللبنانيين ولا سيما الشباب، وهو إمعان في منع عودة من يرغب من اللبنانيين إلى وطن طبيعي ودولة طبيعية، هو اقتراع كجريمة موصوفة وعن سابق تصور وتصميم من أجل إذلال وإفقار اللبنانيين أكثر فأكثر وفرض أجندات وبرامج وممارسات لا تتناسب مع تعدديتهم وحضارتهم وثقافتهم وانفتاحهم.
في المعركة الانتخابية هذه المرة العنوان الأساس هو مستقبل مشرق للبنان واللبنانيين، هو قيام دولة قوية وسلطة تقرر وحدها مصير البلاد والعباد فتقاوم الترغيب والترهيب وتتصدى لكل محاولات إقصائها وتحييدها، في المعركة الانتخابية هذه المرة من غير المقبول السماح بإبقاء لبنان في عصر الظلم والظلام والظلامية، في المعركة الانتخابية هذه المرة بداية إنقاذ لبنان، فإما أن تساهم بصوتك بذلك، وإما سترى المزيد من الويلات والمصائب والحروب قريباً وقريباً جداً.