ترأس رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر قداسا احتفاليا في كنيسة النبي ايليا الغيور في شكا-قضاء البترون، يعاونه الارشمندريت ساسين غريغوار، المونسنيور الياس البستاني، المتقدم في الكهنة ميشال بردقان، خادم رعية شكا باسيليوس غفري، والآباء ابراهيم شاهين، خليل الشاعر، عبد الله سكاف، الياس رحال، البير نصر، فرنسيس الحاج، الشماسان يوحنا الحاج بطرس وعيسى نمر. وحضر القداس رئيس بلدية شكا فرج الله كفوري ومخاتير البلدة وفاعليات سياسية وقضائية ونقابية واجتماعية وعسكرية وامنية وحزبية ورجال صحافة واعلام ورؤساء بلديات ومخاتير ومؤمنون، وتولت جوقة الكنيسة في شكا والبترون بقيادة المرنم ايلي واكيم والمرنم جوزاف حارس خدمة القداس الالهي.
بعد الانجيل المقدس ألقى المطران ضاهر عظة تقدم فيها بالمعايدة من أبناء الرعية والحاضرين، وقال: “إن إيليا العظيم هو من سلالة كهنوتية. كان متنسكا يقطن في البراري ويلبس فروة من جلد الغنم متمنطقا بمنطقة من جلد على حقويه. وتفسير اسمه في العربية “إله رب” أو “إله قوي” وقد شبه كلامه للوعظ والتوبيخ بمصباح متقد. ولعظم غيرته على مجد الله، لقب بالغيور. هذا وإذ رأى إلحاد أخاب الملك وايزابيل امرأته ونفاقهما وأعمالهما الأثيمة المخالفة للشريعة توقدت غيرته فوبخهما بصرامة وحبس السماء عن المطر بصلاته فلم تمطر مدة ثلاث سنين وستة أشهر. وفيما كان مختفيا بأمر الله عند وادي كريت أتته الغربان بالقوت الضروري. ولما أضافته المرأة الأرملة الحقيرة في قرية صرفا في بيتها جعل دقيقها وزيتها ينميان بحيث لا ينفدان مدة انحباس المطر. وإذ توفي ابنها فيما كان هو مقيما في بيتها أقامه لها. وأنزل نارا من السماء على جبل الكرمل فأحرق بها الذبيحة التي قدمها الله أمام شعب اسرائيل وذلك لإيضاح الحق”.
أضاف: “هذا النبي، هو بطل الأمانة لله وهو النبي الجريء الثائر على آحاب الملك المنحرف تحت تأثير زوجته نحو نسيان الله وانتحال الوثنية. نسك أولا في البراري ثم انطلق يواجه ويجابه ويوبخ على النفاق ويهدم رموز الوثنية. ويتعرض للملاحقة، فيهيم في البراري هاربا من يد ذوي السلطان. لكن الله كان معه، يوجهه ويقوته ويشدد عزيمته، وفي الآخر يرفعه إلى المجد. ويميزه عن سائر الأنبياء، بالرغم من أن نبوءته لم تكتب ورسالته لم تسجل بل بقيت شفوية تتناقلها الأجيال. وبقي ذكره حيا في العهدين القديم والجديد واسمه يتردد على فم الأنبياء وحتى على فم السيد المسيح نفسه.
ملاخيا النبي يقول: “هاءنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل أن يجيء يوم الرب العظيم الرهيب، فيرد قلوب الآباء إلى البنين وقلوب البنين إلى آبائهم”.
وإذ سأل: “ما الذي يمكن أن نتخذه لحياتنا من هذا النبي؟”، قال: “ايمان! جرأة! غيرة! صلاة! هذا هو القديس النبي ايليا الغيور، الذي نعيد له اليوم، شفيع هذا الكنيسة المقدسة وهذه الرعية، وشفيع كل واحد يحمل اسمه أو يعيد له. إيمان ثابت كجبال لبنان وصخوره وأرزه… وجرأة لا يثنيها وعد ووعيد حتى ولو كان من قبل أقوى وأعظم سلطة بشرية… وغيرة لا يلويها حياء بشري ولا تحد من قوتها محاباة للوجوه. وصلاة تغلق السماء وتفتحها حين تشاء. هكذا المسيحية الحقيقية ليست مسيحية مهادنة كما يقول الرسول بولس ويناشد: “إلبسوا سلاح الله لتستطيعوا مقاومة مكايد إبليس فإن مصارعتنا ليست ضد اللحم والدم بل ضد عالم الظلمة والأرواح الشريرة”.
وختم: “ولا بد لنا في هذه المناسبة، إلا أن نوجه من بلدة شكا الأبية، صرخة رجاء، ودعوة ملحة إلى الحكومة وكل المسؤولين السياسيين في لبنان، أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه مواطنيهم وأبنائهم، عله يصل صوتنا إلى آذانهم وضمائرهم فيبنوا مؤسسات ودولة قوية وعادلة، مبنية على مبدأ العدالة والمساواة بين جميع أبناء الوطن، لكي ينعم الناس بالأمن والسلام والهدوء والإستقرار.
من يسمع كلمة الله، يثبت في الحق والصدق، ويعيش في خيرات الرب”.
بعد القداس، اقيم حفل موسيقي وعشاء قروي وسط قرع الاجراس.
وطنية