ترأس متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم المالكيين الكاثوليك ادوار ضاهر، لمناسبة عيد مار جاورجيوس، قداسا احتفاليا في كاتدرائية مار جاورجيوس في الزاهرية في طرابلس في حضور فاعليات شمالية وحشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس قال ضاهر:” ايها الأخوة المؤمنون بالسيد المسيح وبقيامته، إن قيامة المسيح هي العقيدة الأساس في المسيحية، هي الحدث الأوحد والأكبر في تاريخ البشرية جمعاء، لذلك سمي عيد الفصح المجيد، العيد الكبير، بل هو عيد الأعياد وموسم المواسم. وعيد القيامة المجيدة، هو دعوة لنا جميعا إلى العبور من الموت إلى الحياة، من موت الخطيئة إلى حياة النعمة، من الظلمة إلى النور. هو دعوة لنا، لنرتفع دائما بأفكارنا وأخلاقنا وأعمالنا إلى فوق، إلى العلاء، متعاملين مع الأرض وخيراتها، تعامل عابر سبيل لا المقيم، لأننا نحن البشر، لم نخلق لهذه الأرض، بل نحن معدون ومدعوون للعيش أبديا بأجسادنا النورانية في الملكوت السماوي، مع المسيح القائم من بين الأموات والجالس بالجسد الذي اتخذه من العذراء مريم، عن يمين الله الآب”.
اضاف:”اليوم نحتفل بعيد القديس الشهيد جاورجيوس المظفر شفيع هذه الكاتدرائيةالمقدسة، الشاهدة على إيمان أجدادنا وآبائنا من أساقفة وكهنة وعلمانيين.
والقديس جاورجيوس الذي ولد في مدينة اللد في فلسطين سنة”280م” من أبوين مسيحيين كانا من أصحاب الغنى والشهرة الإجتماعية، دخل في سلك الجندية وهو في السابعة عشرة من عمره، أحبه الإمبراطور وأدخله في فرقة الحرس الملكي ورقاه وجعله قائد الفرقة.
إشتهر في الحروب بإنتصاراته حتى لقب “باللابس الظفر”. ولما بدأ الإمبراطور يضطهد المسيحيين ويعذبهم، أصدر أوامره بإجبار المسيحيين على عبادة الأوثان ومن رفض منهم يقتل على الفور. غضب جاورجيوس ودخل على الإمبراطور، وجاهر بمسيحيته ودافع بحماسة عن المسيحيين ومعتقداتهم . حاول الإمبراطور أن يثنيه عن عقيدته المسيحية، بالوعود الخلابة والترقية إلى أعلى الرتب و بإغداق الأموال عليه، لكنه رفض كل هذا في حزم”.
اضاف:” عندما تظاهر القديس جاورجيوس، بعدما تكاثرت عليه الضغوط والتعذيب، بأنه سيعود إلى عبادة الأوثان وطلب إلى الإمبراطور أن يسمح له بالذهاب إلي معبدالأوثان ويرى الآلهة، فرح الإمبراطور وأراد أن يكون هذا بإحتفال علني، فجمع قواده وعظماء بلاطه وجمهور الشعب ليحضروا تقديم القربان للآله “أبولون” من يد جاورجيوس، وعندما حضر جاورجيوس، تقدم إلى تمثال “أبولون” ورسم على نفسه إشارة الصليب وخاطب الصنم قائلا له: “أتريد أن أقدم لك الذبائح كأنك إله السماء والأرض”؟ فخرج صوت من أحشاء الصنم يقول: “إنني لست إلها، بل الإله الذي تعبده أنت يا جاورجيوس هو الإله الحق” وفي الحال سقط ذلك الصنم على الأرض وسقطت معه سائر الأصنام فتحطمت جميعها، فأمر الإمبراطور بقطع رأسه، فطار صيت إستشهاده الرائع وجرأته النادرة في كل أرجاء الإمبراطورية ولذلك يدعى “العظيم في الشهداء.وصوره الرسامون بصورة فارس مغوار، جميل الطلعة، عالي القامة، يطعن برمحه تنينا هائلا ويدوسه بسنابك حصانه ويخلص إبنة الملك من براثن التنين، وترى تلك الأميرة واقفة مرتعدة من التنين وأبواها يشرفان عليها من فوق الأسوار ويمجدان بطولة جاورجيوس. هذه الصورة رمزية ومعناها أن جاورجيوس الفارس البطل والشهيد العظيم، قد إنتصر على الشيطان الممثل بالتنين، وهدأ روع الكنيسة الممثلة بابنة الملك.نقل جسده الطاهر من مكان استشهاده إلى مدينة اللد في فلسطين، ووضع في الكنيسة التي بنيت على إسمه هناك.
وأخيرا،أيها الأحبة ونحن على خطى القديس جاورجيوس، علينا أن نشهد بجرأة لإيماننا الثابت والراسخ بشخص يسوع المسيح، القائم من بين الأموات، وتأكدوا أنكم أبناء القيامة والغلبة، لا أبناء الموت والخوف والجبانة. الرب يسوع، الذي بموته وقيامته، حررنا من الموت ومن الخطيئة، قادر، إذا نحن أردنا، أن يجدد فينا الرجاء والقيامة، وبالرغم من كل ما يحيط بنا، من ثورات وانقلابات وكوارث وعنف وقتل ودمار، ومن صور قاتمة، وأصوات يأس وبؤس وشؤم، نعم بالرغم من كل ذلك، نبقى دائما وأبدا، منتصرين فخورين بأننا أبناء القيامة والحياة والفرح، وفي أعماق قلوبنا وعلى شفاهنا نردد أنشودة العيد:المسيح قام ! حقا قام!
وأختم كلمتي هذه، طالبا شفاعة وبركة وجرأة القديس جاورجيوس، ومعايدا ومصافحا جميع الذين يقيمون هذا العيد أو الذين يحملون اسم القديس جاورجيوس.
بعد القداس اقيم حفل كوكتيل على شرف المشاركين.