قام رئيس اساقفة طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران انطوان جاورجيوس ضاهر بزيارة راعوية هي الاولى له لرعية سيدة النجاة في بلدة عيدمون عكار، حيث كان في استقباله كاهن الرعية الارشمندريت جان عبود، بحضور طوني ماروني ممثلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النائبين رياض رحال ونضال طعمة، ايلي اسطفان ممثلا النائب هادي حبيش، النائب السابق وجيه البعريني، المحامي خالد طه ممثلا الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري، ممثل عن المطران باسيليوس منصور الاب نكتاريوس مخول وحشد من فعاليات المنطقة.
استهلت الزيارة بوضع الحجر الاساس لصالة الكنيسة وبيت الكاهن، ثم ترأس المطران ضاهر القداس الالهي في الكنيسة، يعاونه لفيف من كهنة الرعايا. وبعد الانجيل المقدس القى عظة استهلها بتهنئة الجميع بالفصح المجيد وقال: “لا بد لنا اليوم في مناسبة تقديس البابا يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني، اللذين يعلنان اليوم قديسين للكنيسة أن نتشارك وجميع الحاضرين في حاضرة الفاتيكان، الصلاة والدعاء من أجل السلامٍ والمحبة في العالم أجمع ولاسيما في منطقتنا، ولكي ينعم الرب الإله علينا جميعا بقديسين عظماء” .
اضاف: “إنها لنعمة، أن أحتفل بالذبيحة الإلهية في هذه الكنيسة المقدسة، بين أهلي وأحبائي وأبنائي في عيدمون. وها أنا اليوم أحمل اليكم رسالة المودة والتقدير والوفاء. وتعاليم الديانات السماوية السمحاء الإسلامية والمسيحية، التي تنبذ العنف والحقد والضغينة والحرب والإرهاب والبغض والإقتتال. وتسعى إلى السلام والمحبة والحوار والإنفتاح وقبول الآخر وإحترام دياناته وتقاليده وعاداته، فإنا خليقة الله الواحد الأحد.وأنا أمامكم وما بينكم لأقطع عهدا بأنني هنا للعمل، ولقد وضعت يدي على سكة المحراث، فسأنصرف ليل نهار إلى الكد والجد والبذل والتعب، دون حساب، في سبيل هذه الأبرشية، لأجمع أنا هنا للخدمة: على مثال المعلم الالهي الذي قال: “إبن البشر لم يأت ليخدم بل ليخدم، ويبْذل نفسه فداء عن كثيرين” نحن وجدْنا لخدمة الله ولخدمة الانسان وخدمة لبنان”.
وخلص الى القول إلى “المسؤولين عن الحكم عندنا، فنكون إلى جانبهم في معركة البناء التي عليهم جميعا أن يخوضوها لبناء لبنان الجديد، وفي عملية الإصلاح من أجل تحقيق الأمن والسلام والحكم الصالح والإدارة السليمة”.
وشكر المطران ضاهر جميع الفاعليات المشاركة في هذا اللقاء وقال: “ونحن إذ نثني على الخطة الأمنية في لبنان عموما وطرابلس خصوصا، نحيي جميع الأجهزة العسكرية والأمنية وعلى رأسهم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، قيادة وضباطا ورتباء وعسكريين. كما ندعو رجال السياسة والزعماء، إلى الجلوس معا والعمل معا على تحييد لبنان عن صراعات المحاور الدولية والإقليمية، ليكون منطلقا للإستقرار والأمن والسلام في المنطقة، ومساحة لقاء وحوار للجميع. كما ندعوهم الى تحمل واجباتهم الوطنية والعمل على انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية. وتعالوا معي أيها المؤمنون بالمسيح وقيامته، نصلي ونطلب من الناهض من بين الأموات، أن يلهم الرؤساء والمسؤولين الروحيين والزمنيين، كي يعملوا على إنسان او وطن مؤمن بالله وبالوطن، وتأمين العيش الهادىء والهانىء والكريم لكل اللبنانيين”.
وختم: “وأخيرا، أيها الأحبة، تأكدوا أنكم أبناء القيامة والغلبة، لا أبناء الموت والخوف والجبانة. الرب يسوع، الذي بموته وقيامته، حررنا من الموت ومن الخطيئة، قادرٌ، إذا نحن أردنا، أن يجدد فينا الرجاء والقيامة، وبالرغم من كل ما يحيط بنا، من ثوراتٍ وانقلاباتٍ وكوارث وعنفٍ وقتلٍ ودمار، ومن صورٍ قاتمة، وأصوات يأسٍ وبؤسٍ وشؤم، نعم بالرغم من كل ذلك، نبقى دائما وأبدا، منتصرين فخورين بأننا أبناء القيامة والحياة والفرح، وفي أعماق قلوبنا وعلى شفاهنا نردد أنشودة العيد”.
وكان رئيس بلدية عيدمون رامي حداد القى كلمة رحب فيها بالمطران ضاهر والحضور المشارك، مشددا على وحدة عيش ابناء عكار.
وطنية