يعرّف الإيمان بانه الإعتقاد بشيء أو مخلوق فائق للقدرة البشرية. واختلفت الايديولوجيات حوله فمنهم من اكدّ صحة هذا الايمان والبعض الآخر نفيه نفيًا قاطعًا. في الايديولوجيات المتطورّة نفت وجود الايمان وطرحت سؤالاً حول ضرورة الإيمان واستمرارية الفرد لعيش حياته سعيدًا مرافقًا بذلك الإعتقاد.
إنّ الإيمان، بالنسبة للكتاب المقدّس، هو منبع ومركز الحياة الدينية أجمع. وعلى الإنسان أن يتجاوب بالإيمان مع قصد الله الذي يحققه خلال الزمن. فعلى منوال ابراهيم (( أبي كل المؤمنين)) (رومة 4: 11) قد عاشت شخصيات مثالية من العهد القديم ثم ماتوا في الإيمان (عبرانيين 11)، الذي ((يتممه يسوع حتى الكمال)) (عبرانين 12:2). (مجموعة من الكتّاب، 1986، صفحة 130)
سعادة الإنسان تكمن في الخلاص من آلالامه الأرضية ولكي يتمّ هذا الخلاص يجب علينا أن نؤمن بيسوع المسيح ولكن الإيمان وحده لا يكفي بل عليه أن يقترن بالافعال يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة الفصل الرابع الإصحاح الثاني: “بان الإنسان ينال البر بالايمان دون الأعمال بحسب الشريعة” (مجموعة من الكتّاب، 1986، صفحة 136)في هذا الاصحاح يؤكدّ بأن التبرير حسب الشريعة يكون وبالاصحاح الخامس يؤكّد “في حين أن الذي لا يقوم بعمل، بل يؤمن بمن يبرر الكافر، فإيمانه يحسب برًّا” في شرح الانجيل حسب الترجمة اليسوعية صفحة 474 الملاحظة الرابعة لا يعني هذا ان الانسان، في الإيمان، يبقى عديم العمل. فإن الإيمان يجنّد الإنسان بكامله ويحمله على العمل بالمحبّة (غلاطية 5: 6)، ولكنّه ليس عملاً شرعيًا. من هنا نفهم بان الإيمان وحده لا يمكن أن يجلب السعادة للإنسان. وتعليم الكنيسة الكاثوليكية واضح لا خلاص بالايمان فقط بل بالأعمال الذي يؤدّي بالانسان إلى الخلاص وبالتالي الى السعادة.
يقول فرويد في دراسته حول السيكولوجية الجنسية حول بحثه عن ليوناردو دافينتشي: “لقد علمنا التحليل النفسي الصلة الصحيحة بين عقدة الأب والإيمان بالله، وتبرهن لنا الحياة اليومية كيف يفقد الشبان ايمانهم الديني بمجرد ان تنهار سلطة الأب. ونحن بهذا نميز في العقدة الأبدية جذور الحاجة الدينية، ويظهر لنا الله القدير العادل والطبيعة الرحيمة كإعلاء عظيم للأب والأم، أو بالأحرى كإحياء واستعادة للمفاهيم الطفلية عن كل من الوالدين. وترجع النزعة الدينية من الناحية الحيوية الى الفترة الطويلة من اليأس، وحاجة الطفل الصغير الى المساعدة. فالطفل عندما يكبر ويتحقق من قوى الحياة الهائلة، يدرك ظروفه باعتباره في مرحلة الطفولة، ويحاول ان يخفي يأسه بواسطة احياء نكوصي للقوى الحامية له في الطفولة. (منودي، 2010)“
أنا أفرح ما دام الإيمان يمدنيّ بالقوّة حسب قول الطوباوي بيار جورجيو فراساتي. فطريقنا مزروع بالأشواك ولكنّه ليس طريقًا حزينًا. يبقى طريق فرح حتى من خلال المعانات. نحن نعلم بأن المسيح صلب وقام من بين الأموات وهو الآن معنا، هو الصديق المخلّص دائمًا عندما نشاركه آلامه نشاركه مجده به ومعه تحوّلت الآلام إلى حب وهنالك الفرح (كولوسي1: 24). إن المؤمن يجمعهم يعني بأن وراء كل إختبار يدّخر الله لهم البشارة السّارة. (مجموعة من الكتّاب، 1986، صفحة 133)
إنّ جدلية لإيمان يجلب السعادة والطمأنينة للإنسان هي باطلة في أصلها إن لم تقترن بالأعمال المؤدية للخلاص. وفرويد بنظريته يطرح الحاجة الإنسانية والحرمان الطفولي. كل ذلك يطرح سؤال مهمّ جدًّا هل صحيح بأن القديسين كانوا سعداء فقط لأنهم آمنوا أم لأنهم عملوا تطبيقات لمعتقداتهم؟
المراجع:
مجموعة من الكتّاب. (1986). مُعجم اللاّهوت الكٍتابي. الأشرفية بيروت: دار المشرق .
منودي, ا. (2010, 10 27). أنفاس. Retrieved 05 14, 2015, from علم نفس واجتماع: http://www.anfasse.org/index.php/2010-12-27-01-33-59/2010-12-05-18-30-05/5693-2014-11-07-23-41-59
سليمان فرنجية / زينيت