صلّت أبرشية بيروت المارونية على نية فرنسا إحياء لتقليد عمره أكثر من قرن ونصف قرن، في قداس سنوي أقيم في كنيسة السيدة في المقر الصيفي لمطرانية بيروت في عين سعادة. ترأس القداس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر وشارك فيه القائم بأعمال السفارة الفرنسية جيروم كوشار وأركان السفارة.
وسأل مطر في عظته: “ما عسانا نقول ازاء العنف الذي يجتاح العالم ولا سيما منطقة الشرق الأوسط؟ وقد طاولت أرجل الأخطبوط أيضا صرحنا اللبناني. نطلب كي تبقى فرنسا مشعة بتعلقها بقيم العدالة وحقوق الإنسان وحق الشعوب بتقرير مصيرها، وهي قيم يشترك فيها لبنان ويقترب معها من فرنسا”.
وبعد القداس، أولم مطر للقائم بالاعمال وأركان السفارة. وذكّر كوشار في كلمة بـ”العلاقة العميقة التي تربط فرنسا بالموارنة”. كما ذكّر بالمبادرة التي أطلقتها فرنسا من أجل تشكيل “مجموعة الدعم الدولي للبنان” قائلاً: “ان الاجتماع المقبل سوف يضع لبنان على الاجندة العالمية”.
ودعا الى “انتخاب رئيس للجمهورية يحظى بدعم واسع وقادر على ادارة البلاد ووضعها بمنأى عن الازمات العراقية والسورية”، مؤكداً “تمسك فرنسا باتفاق الطائف”.
ورد مطر: “ما يصعقنا هو أنْ نرى نحو مئة ألف مسيحيٍ مع عدد من المسلمين المعتبرين من الخوارج يطردون من منازلهم شمال العراق ممن يعتبرون أنفسهم ناشطين باسم الإسلام، وما يزيد دهشتنا هو أن أحدا في العالم لا يحول دون تماديهم في إذلالهم للانسانية. بعد مئة سنة من غياب السلطنة العثمانية نرانا أمام مشهد مقيت من الموت مع الفارق أن العالم العربي هو من أصبح “الرجل المريض”، وقد أضعفته انقسامات أهله”.
وسأل: “لماذا لا يصدر مجلس الأمن قرارا بشأن جرائم الإبادة التي لا تقل خطورةً عما حصل في كوسوفو؟ هل كان ميلوسيفيتش أكثر خطرا على أمن أوروبا من قادة داعش على أمن المنطقة العربية؟ “. وختم: “هل نحن على مستوى صون هذه الوحدة وتأمين سير عمل مؤسساتنا، بدءًا من انتخاب رئيس للجمهورية؟”.
النهار