كثيرون هم الذين يستخدمون الثوب أو أغراض عبادة أخرى دون معرفة معناها الحقيقي أو يرتدونه لجلب الحظ وحماية أنفسهم من العين والحسد. كثيرون هم الذين يتسلحون بالصلبان والأيقونات والمسابح وثوب سيدة الكرمل لكن كموضى لا أكثر ولا أقل.
أساس الثوب
كان الرهبان يرتدون الثوب عند العمل لحماية ثوبهم الكهنوتي من الاتساخ. ويتكون الثوب من قطعتَين طويلتَين من النسيج الصوفي تتصلان بفضل قطعتَي قماش ولا يزال آباء الكرمل والدومينيكان يرتدونه حتى اليوم. وتقلص مع الوقت حجم الثوب ومن يحمله يستطيع المشاركة في انشطة الكرمل الروحية.
ويشير البابا يوحنا الثاني والعشرين في المرسوم البابوي الصادر بتاريخ ٣ مارس ١٣٢٢ الى أن من يحمل الثوب يتخلص سريعاً من آلام المطهر ابتداءً من السبت الذي يتلو موته.
ويتكون الثوب اليوم من مربعات من القماش البني المربوطة بحبال مع صورة سيدة الكرمل من جهة وصورة قلب يسوع من الجهة الأخرى. إنه ذخيرة مصغرة عن ثوب الكرمل ومن يحمل هذا الثوب يصبح فرداً من العائلة الكرملية ومكرس للسيدة العذراء. فيُعتبر بالتالي الثوب علامةً واضخة تعبر عن تحالف المرء مع مريم.
ما فائدة الثوب؟
إن الثوب علامة خارجية تعبّر عن التعبد لمريم وتكريس النفس لها من خلال الانضمام الى الكرمل. إن ثوب الكرمل مقدس واعتبره المجمع الفاتيكاني الثاني “علامة مقدسة يحصل من خلالها المرء على منافع، أهمها روحية، بشفاعة الكنيسة.”
“لقد أغدق التعبد لثوب الكرمل على العالم شلالاً من النعم الروحية والزمنية.” بييوس الثاني عشر، ٦ أغسطس 1950
وبدأ التعبد لسيدة جبل الكرمل إثر رؤية للقديس سيمون ستوك. وعبر التاريخ، عرفت رهبنة الكرمل فترةً صعبة بين العامَين ١٢٣٠ – ١٢٥٠ فكانت الرهبنة التي طُردت من جبل الكرمل على يد المسلمين وصلت حينها الى أوروبا. وكان الأخوة يواجهون مقاومة شرسة من رهبنيات أخرى ويُنتقدون على طريقة لبسهم. ويدين الرهبان ببقائهم لرجل الإيمان الكبير سيمون ستوك.
ومن الواجب التذكير ببعض التصرفات التي من واجب من يحمل هذا الثوب احترامها:
– وضع اللّه في المقام الأول والسعي الى العمل بمشيئته.
– الاصغاء لكلام اللّه في الانجيل وتطبيقه في حياته.
– البحث عن التواصل مع اللّه من خلال الصلاة.
– الانفتاح على معاناة الآخر والتضامن مع احتياجاته والسعي الى البحث عن حلٍ لها.
– المشاركة باستمرار في أسرار الكنيسة والافخارستيا والاعتراف.
Aleteia