أم تعلم أولادها المغفرة….
تشاجر طفلَي البالغان على التوالي ١٠ و١٢ سنة فكانت النتيجة دماء وندبات. حاولت التفريق بينهما بصعوبة، شعرت بالألم وتساءلت كيف عساي أعلمهما بأنه لا يجب لهذه الحادثة أن تتكرر ؟
ضمدت الجراح لكن كيف عساي تضميد جراح علاقتهما الأكثر عمقاً.
كان عقابهما كتابة عبارة “أسامحك ٤٩٠ مرة سألني الصغير منهما لما ٤٩٠ مرة ففسرت له بعد انتهائهما من تنفيذ العقاب قائلة: “٧٠ مرة سبع مرات” متى ١٨، ٢١ – ٢٢
“يا رب، كم مرة يخطئ إلي أخي وأنا أغفر له؟ هل إلى سبع مرات. قال له يسوع: لا أقول لك إلى سبع مرات، بل إلى سبعين مرة سبع مرات.”
قرأنا معاً نص الإنجيل فشعرت الارتياح على ملامحهما لكنني أدركت أنه يصعب علينا كثيراً ادراك رغبة اللّه بأن نعامل بعضنا بعضاً برحمة.
لكنني أردت في اليوم التالي التأكد من أنهما فهما الدرس فأتيت بجرة وقلت: “هذه هي جرة المغفرة وفي كل مرة يسامح فرد من عائلتنا الآخر، يضع قرشاً في الجرة.”
وضعت القرش الأول وقلت عندما تمتلئ الجرة نخرج جميعاً لأكل المثلجات أو القيام بأمرٍ مسلٍ. بدأ الصغير في البحث عن القروش لكي تمتلئ الجرة إلا أنني أصريت قائلةً إنه عليه مسامحة احدهم قبل وضع القرش.
أعرف أنها مجرد طريقة لتعليم أولادنا على التشبث بإيمانهم لكنني على ثقة بأن كل قرش سيكون ثروةً في السماء إذ سيجعلنا جميعاً ندرك أهمية المغفرة.
أليتيا